عنوان الفتوى : زواج المرأة ممن يسكنها في فندق ثم يسافر بها إلى بيته في بلد أجنبي
أنا مخطوبة من شخص يعيش في بلد أجنبي آخر، أخبرني أن لديه بيتا في بلدنا، لكن تبين أنه عرضه للإيجار. وقال إنه لن يوفر لي بيتا في الوقت الحالي، وإننا بعد الزواج سنقضي كل وقتنا في النُّزُل، ثم نسافر إلى بيته في البلد الأجنبي. مع العلم أنه مُطَلِّق، وكان قد وفر لزوجته الأولى مسكنا، ودخل بها فيه.
طلبت منه أن نبقى في شقة بدلا من النزل؛ لأني أخاف منه. وقلت له إنه كان عليه أن يخبرني بهذا من قبل؛ لأن أهلي لن يسمحوا بذلك خاصة أني بنتهم الوحيدة. وأريد أن تتم مراسم الزواج مثل أي عروس، وأن من حقي أن يكون لي بيت أستضيف فيه أهلي، وأستقبلهم فيه حين العودة من البلد الأجنبي، قال: اذهبي إليهم ولن أوفر بيتا الآن، وإن أردت فسنذهب لنزل ثم نسافر، وإن لم يعجبك الأمر، فليس لديَّ ما أفعله لأجلك.
واتهمني بأني أريد التفاخر أمام عائلتي، وأريد أن أقلد بنات عمي. بينما هذا ما يحصل من تقاليد في بلدنا ومنطقتنا.
أفكر في فسخ الخطوبة خاصة أنه يفرض عليَّ الأمر بشدة، ولن يوفر لي أدنى شيء حتى غرفة نوم بمفروشات جديدة، بل كلها مستعملة، رغم أنه كان قد وفر كل ما يلزم لزوجته الأولى.
أرشدوني، بارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك بالاستخارة واستشارة أهلك، كما نفيدك بأن تأخير الزواج لا ينبغي إذا وجد كفؤ ذو دين وخلق.
ففي مسند أحمد والمستدرك على الصحيحين للحاكم عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث يا عليّ لا تؤخرهن: الصلاة إذا آنت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا. والحديث صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وإذا كنتم تمكثون وقتا قليلا، ثم تسافرون لمقر سكن الزوج، وكان عنده سكن لائق بمكان إقامته. فربما يكون صبر فترة قليلة في النُّزُل أمرا عاديا، لا ينبغي أن تفسخ الخطبة بسببه، ونؤكد على كل من الاستخارة واستشارة الأهل.
والله أعلم.