عنوان الفتوى : حكم إيداع مال في البنك ليستثمره ويخصم من عوائده الأقساط
سألتكم عن شقة كنت قد اشتريتها عن طريق التمويل العقاري، واختلط علي الأمر في مشروعية العقد... وبعد طرحه عليكم اتضح أنه غير مشروع، فتبت إلى الله توبة نصوحا، وأدعو الله أن يتقبل مني، وخلال هذه الفترة ادخرت شيئا من الذهب، لأسدد القرض العقاري، ولكن البنك الممول للعقار يرفض أن أسدد سدادا معجلا، ويخصم القسط من راتبي، فهل يجوز أن أضع المبلغ المدخر كوديعة، بعائد ثابت في نفس البنك الذي يخصم القسط، بحيث تخصم فؤائد الوديعة للقسط مباشرة، بحيث لا آخذ من الفؤائد شيئا، ويكون القسط الذي يخصمونه من فؤائد الشهادة... لأن الباقي من مرتبي بعد خصم القسط لا يكفي احتياجات أسرتي بعد غلاء الأسعار...؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان البنك المشار إليه من البنوك الربوية، فلا يجوز لك إيداع المال لديه ليستثمره، ويأخذ الفائدة الربوية في سداد القسط الذي عليك، لأنك حينئذ ستدخل في عقد ربوي محرم، وقد جاء في صحيح مسلم، وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم، لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء.
وأما لو كان البنك إسلاميا يراعي الضوابط الشرعية في معاملاته: فلا حرج عليك في استثمار المال لديه: لتنتفع بما يعطيك من أرباح في سداد القسط المترتب عليك من ثمن العقار.
والله أعلم.