المسرح والسينما
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
شيء من لا شيء أيضاً
مدت سينما ستديو مصر عرض فلمها الأول لهذا الموسم (شيء من لا شيء) أسبوعاً آخر، دالة بذلك على أن الإقبال عليه كان عظيماً في الأسبوع الأول. وهذا صحيح، فقد أقبل المتفرجون والمتفرجات ووحدانا ومن كل فج من فجج القاهرة والضواحي لرؤية باكورة إنتاج ستديو مصر في هذا الموسم، ومصدر ذلك الإقبال الذي شاهدناه بأعيننا هو أن الجمهور اعتاد من هذا الاستديو الكبير أفلاماً ممتازة بين زميلاتها المصرية، قوية بالنسبة لغيرها، في الموضوع والإخراج والتمثيل والمونتاج.
وقد يجوز لنا أن نعترف لهذا العلم بأنه حققا الأمل ولكن إلى حد، لأنه وإن كان قوياً في بعض النواحي ضعيف في أكثرها، ولاسيما الفنية منها.
وذلك ما نأسف له كثيراً، ونهتم له كثيراً في الوقت عينه.
وما دمنا كذلك فلا يلمنا لائم إذا نحن عرضنا لتعداد بعض ما في هذا الفلم من عيوب، بعضها ظاهر لاحظه الجمهور كما لاحظناه، وسجله نقاد آخرون كما سجلناه، والبعض الآخر تسنى لنا أن ننفرد بتسجيله حتى يتنبه المسؤولون إليه ويعنوا بتلافيه في الأفلام القادمة. الرواية: خيالية شرقية مقتبسة من ألف ليلة وليلة، وهي في الأصل غنية بالمواقف المؤثرة والمناظر المضحكة والعبارات الرائقة وفي رأينا أنها صالحة لأن يصنع منها سيناريو جيد السيناريو: كان ضعيفاً مع الأسف، الشديد، فليست له وحدة تجلو الموضوع من جهة، و (التقطيع) فيه مقتضب وغير متمش مع أصول القصة من جهة أخرى، وقد كان ذلك مثار دهشة النفاد جميعاً لأن أفلام الاستديو السابقة كان لها سيناريات أقوى وأمتن وأدق من هذا السيناريو الإخراج العام: لعله أحسن ما في هذا الفلم.
وهذه شهادة طيبة للأستاذ بدر خان مخرجه، فقد راعى فيه الفن كل المراعاة تصميم الديكور: لم يكن به عيب، ولكن اغلبه التقط من زوايا غير مناسبة ومجموعة الديكور في (شيء من لا شيء) خير من سائر مجموعات الأستديو السابقة بلا استثناء. الملابس: لم نفهم فيها شيئاً، وكانت خليطاً غريباً من ملابس العرب والمسلمين والعرب والروس والأروام في وقت معاً، ولعل مرجع ذلك أن الرواية خيالية، وتنسيق الملابس ك اجتهادياً. الحوار: كان سخيفاً مع أن واضعه من مشاهير كتاب الحوار.
وقد علمناً أنه كلف بكتابته سجعاً، وقد بينا أثر السجع على انتباه الجمهور في العدد الماضي فلا داعي لإعادته.
ونحن نرجو بشدة ألا يتكرر مثل هذا. الأغاني: لم يصادفها التوفيق قط، وكان تلحينها (أوبرا) مزيفة، وفي مناسبة الأوبرا ومناسبة الغناء الارتجالي العادي، وكانت فاترة ولاسيما أغاني بطل الفلم عبد الغني السيد الذي سمعنا له مقطوعات في الإذاعة أقرب إلى طبيعة صوته وأدنى إلى الجودة وبراعة التلحين من مقطوعاته بالفلم. التمثيل: وفق الأبطال المضحكون الثلاثة كل التوفيق في إضحاك الجماهير.
ولكنهم فشلوا كممثلين سينمائيين.
فقد كانوا يتبعون طريقة المواقف المسرحية الاستعراضية، وكانوا يكثرون من (القفش والتنكيت) وكان لهم في بعض المواقف (تهريج) غير محمود وإن كنا نظن أنه أعجب كثيراً من الناس.
وقد طغى الجانب الفكاهي على الجانب الغنائي، وفشلت نجاة على وزميلها عبد الغني السيد في أداء دوريهما فشلاً ذريعاً، والمسئول عن ذلك هو المخرج دون سواه؛ ويكفي أن نقول إن وجه عبد الغني السيد لم يكن يعبر عن شيء قط، وكانت حركات فمه أثناء الغناء غير متفقة مع مخارج الكلمات التي ينطقها! المونتاج: أصيب الفيلم من جرائه بتلف كبير واقتضبت لقطات كثيرة دون سبب ظاهر.
مثال ذلك عبد الغني السيد حين عاد إلى غرفة حبيبته من الخارج فوجد بها الأمير عنتر يحاول أن يقبلها، فقد رأيناه يدخل الغرفة، ثم رأيناه مباشرة (نازل طحن) في الأمير عنتر ورجاله بسيف من سيوف الشيش لم يعرفه المسلمون دون ريب من قبل هذا الفيلم! ولولا المونتاج لكان الفيلم أقوى كثيراً مما هو الآن. كلمة أخيرة: ويطول بنا الكلام إذا نحن توسعنا في ذكر سائر العيوب ولذلك نكتفي بما قدمنا، راجين من حضرات الأخوان الذين يخصهم هذا الكلام من رجال الاستديو أن يطالعن بغاية، ويجتهدوا في تلافي هذه العيوب في الأفلام القادمة ولعل ذلك يكون قريباً إن شاء الله، أن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلا بالله. والت ديزني وأخيراً!!. لاشك أن رواد السينما يعرفون رجلاً اسمه (والت ديزني) يقدم لرواد السينما من وقت لآخر قطعا من الرسوم المتحركة الملونة نالت إعجابهم وتقديرهم لأنها في الحق بلغت الذروة في جمال رسومها وألوانها.
استمر والت ديزني هذا يعمل ثلاث سنوات في الخفاء أنفق خلالها مليونً من الجنيهات المصرية وبمساعدة 500 فنان أنتج (الأميرة الصغيرة والأقزام السبعة) وهي اعظم فيلم عرفه العالم في هذا النوع. بهجة الحياة رأت شركة ر.
ك.
و.
راديو أن تشارك الأمة المصرية أفراحها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك فقررت عرض رواية (بهجة الحياة) أعظم رواية مضحكة أنتجتها شركات السينما للآن تمثيل إيرن دن ودوجلاس فيربنكس الصغير؛ وهذه الرواية عرضت في لندن 4 شهور متوالية، وفي نيويورك 7 شهور وفي باريس 3 شهور، وفي روما 5 شهور!! وقد نالت هذه الرواية نجاحاً لم يسبق له مثيل في العالم، ويكفى أن نقول: إنها أضحكت كل مدينة بأسرها حينما عرضت فيها ونالت إيرن دن بعد تمثيلها هذه الرواية لقب أعظم ممثلة مضحكة! أما دوجلاس فيربنكس الصغير فقد أصبح من كبار ممثلي السينما بعد أن أضحك أوربا وأمريكا! ومن أظرف ما يروى عن هذا الفلم أنه حين عرض في نيويورك أغمي على 37 شخصاً من شدة الضحك في الحفلة الأولى، وكانت هذه أقوى دعاية عرفتها السينما لفلم ما!