عنوان الفتوى : تقليل البنت المبلغ الذي تساعد به أهلها لحاجتها وتكاسلهم عن العمل

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة متزوجة، وأعمل براتب جيد -والحمد لله-. ولي أختان لا تعملان، إحداهما متزوجة، والأخرى غير متزوجة، وأخ واحد يعمل براتب ضعيف، وكلهم أتموا دراستهم الجامعية بتخصصات عالية، وأرسل لأهلي مصروفا شهريا جيدا جدا، وأنا الوحيدة التي تقوم بالإنفاق عليهم حتى أصبح هذا الموضوع يؤثر عليَّ ماديًّا دون مساعدة، أو اشتراك من أيِّ أحد من إخوتي.
وأنا وزوجي نقيم في الخارج، ولا نملك منزلا في بلدنا، فطلبت من إخوتي أن يشتغلوا ويساعدونني، فكان الرد أكثر من مرة أن مكان إقامتهم لا توجد فيه فرص عمل جيدة، فقلت لهم افتحوا مشاريع منزلية، وأنا سأتكفل بجميع رأس المال، فلم يكترثوا.
وقد وضعت مبلغا من المال عند أهلي لحالات الطوارئ القصوى، حتى لا يحتاجوا أحدا، واليوم فوجئت أن والدتي وأختي تريدان السفر، وزيارة أخي حيث يقيم من مال الطوارئ الذي خصصته لهم، وأقسم بالله يا شيخ أنني أحرم ابني حتى أسدد جميع احتياجات أهلي دون أية مشاركة، أو مسؤولية من إخوتي.
فهل علي إثم لو قللت المبلغ الذي أرسله لأهلي بغرض الادخار، علما أن المبلغ الذي سوف أرسله يعد أيضا كافيًا جدا، بل يعتبر عاليًا ببلدنا، وأخاف أن أقلله فيعاقبني ربي.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم على السائلة لو قللت المبلغ الذي ترسله لأهلها، بل هي محسنة إليهم على أية حال، ما دامت ترسل لهم ما يكفيهم بالمعروف بحسب البلد الذي يقيمون فيه.

ثم إن السائلة في ضوء ما ذكرته في سؤالها، قد تكون مسيئة لابنها إن كانت تحرمه مما يحتاجه بسبب ما ترسله لأهلها، وخاصة إن كانوا قادرين على الكسب، ولكن يقصرون فيه.

وإن كان الأمر كذلك؛ فينبغي أن تعيد السائلة ترتيب أمورها المالية، بحيث تجمع بين ما ينفعها هي وأسرتها، وبين الإحسان إلى أهلها بالطريقة التي لا تغريهم بالتكاسل والتقصير في الكسب، ولا تخرجهم عن الاقتصاد في النفقة.

والله أعلم.