عنوان الفتوى : نوى الجمع بين الظهر والعصر تأخيرا ولم يصلهما إلا بعد أذان المغرب
كنت على سفر، ونويت جمع العصر مع الظهر عند الرجوع للمدينة جمع تأخير. لكن حصل تأخير في طريق العودة لم يكن بالحسبان، وبمجرد أن رأيت أنه لم يبق لصلاة المغرب سوى 15 دقيقة، نزلت من الحافلة لأصلي، لكن تفاجأت بأذان المغرب.
سؤالي: هل عليّ إثم، علماً أنه لم تكن هناك فرصة للصلاة في البلد الذي ذهبت منه، وكنت أريد الأخذ بالرخص، ولم أكن أحسب هذا التأخير، وحاولت تدارك الموقف بأن نزلت لأصلي، لكن لم أدرك الوقت.
أرجو من حضرتكم أن تنصحوني بكتاب يتحدث عن أحكام صلاة المسافر؛ لأني أسافر كثيرا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المسافر يشرع له الجمع أثناء السفر بين مشتركتي الوقت -الظهر والعصر، والمغرب العشاء- جمع تقديم أو تأخير.
قال ابن أبي زيد -المالكي- في الرسالة، ممزوجا بشرح الفواكه الدواني: (وجمع المسافر) سفرا مباحا في البر، وإن لم يكن أربعة برد -أي وإن لم يبلغ مسافة القصر- بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء. (في) حال (جد السير) لإدراك أمر مهم، رخصة. اهـ.
وعليه، فاذا كنت نويت جمع الظهر مع العصر جمع تأخير قبل خروج الوقت أخذا بالرخصة، فلا حرج عليك.
وما قع من تأخير الصلاة إلى دخول وقت المغرب إن لم يكن عن تفريط، وتعمد إخراج الصلاة عن وقتها، لا تؤاخذين عليه؛ لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- تجَاوِزُ لِأُمَّتِي عَنِ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. رواه أصحاب السنن، وصححه الأرناؤوط وغيره.
وأما كتاب عن أحكام صلاة المسافر، فتجدينه في باب أو فصل مستقل في كل، أو جُلِّ كتب الحديث، وكتب الفقه بمختلف مذاهبها.
ويمكن أن تقرئي في ذلك رسالة مختصرة، للشيخ سعيد القحطاني -رحمه الله- سماها: صلاة المسافر- مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة.
وانظري الفتاوى: 29191 ،147071، 180475. لمعرفة بعض أحكام صلاة السفر.
والله أعلم.