أرشيف المقالات

أهل السنة والجماعة وسط بين الفرق

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
أهل السنَّة والجماعة
وسطٌ بين الفِرق
 

أهل السنة هم أهل الجماعة، وهم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة دون غيرهم من سائر الفرق، وكما أن هذه الأمة المحمدية هي الأمة الوسط بين الملل، فإن أهل السنة والجماعة وسط بين الفرق، قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة:143].
 
فأهل السنة وسط في باب الأسماء والصفات، بين طرفي الإفراط والتفريط وهم المعطلة والمشبهة.
 
وهم وسط في باب الأسماء والأحكام والوعد والوعيد بين المرجئة والوعيدية من الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم.
 
وهم وسط في باب الإيمان بالقضاء والقدر بين الجبرية الذين يسلبون العبد اختياره ومسؤوليته عن أفعاله، وبين القدرية الذين يجوزون أن يقع في ملك الله ما لا يريده ويقدره.
 
وهم وسط في الأصحاب والآل بين الرافضة والناصبة.
 
وهم وسط في تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين من أمته، بلا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط.
 
ومصطلح "أهل السنة" مصطلح قديم معروف عند السلف ابتداء من عصر الصحابة رضوان الله عليهم، و"السنة" في إطلاق السلف المراد بها: موافقة الكتاب والسنة لا سيما في مسائل الاعتقاد، ولذلك سموا مصنفاتهم في العقيدة باسم "السنة".
 
والطريق لمعرفة السنة هو النقل والاتباع، قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:100].
 
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
 
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان مستنًا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم، وطرائقهم، فهم كانوا على الهدي المستقيم".
 
وقال الإمام أحمد بن حنبل: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع".
 
وقال الإمام الأوزاعي "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول"، وقال أيضًا: "اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا: وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" وانظر كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي.
 
وما أحسن ما قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني:






تمسك بحبل الله واتبع الهدى
ولا تك بدعياً لعلك تفلحُ


ودن بكتاب الله والسنن التي
أتت عن رسول الله تنجو وتربحُ


ودع عنك آراء الرجال وقولهم
فقول رسول الله أزكى وأشرحُ


ولا تك من قوم تلهَّوا بدينهم
فتطعن في أهل الحديث وتقدحُ

شارك الخبر

المرئيات-١