عنوان الفتوى : الزواج طريق الغنى
أنا شاب في العشرينيات، وأيقنت الآن أن وضعي لا يسمح، ولن يسمح بالزواج، وسأضطر أن أعيش وأتأقلم على هذا الوضع، أحلم في منامي بوجود أنثى في حياتي بانتظام، وأفكر في الموضوع عادة، وهو شيء مؤلم لنفسيتي؛ لأن الله لم يعطني المقومات المادية، ولا النفسية لتحمل مسؤوليات الزواج كرجل، كما ذكر في القرآن من القوامة وخلافه. وأنا متعفف تماما عن النساء، فلا أتكلم معهن، أو أحاول التقرب منهن.
هل الله -جل وعلا- سيعوضني من حرماني من هذه النعمة في الآخرة بشيء مميز عن الرجل الذي أنعم الله عليه بالزواج؟ أم سيقع اللوم عليَّ أنني لم أسْعَ كفاية لأصبح مستحقا لهذه النعمة، كمن لا يذاكر جيدا ليحصل على النجاح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم تذكر لنا أيها السائل الكريم الأسباب الحقيقية التي تمنعك من الزواج مستقبلا، فأنت ما زلت في مقتبل العمر، فتفاءل بالخير، وتَحَلَّ بالأمل، وما يدريك لعل الله تعالى ييسر لك الزواج، ويعينك عليه، فالعجز المادي ليس مانعا من النكاح، فإن الله تعالى جعل النكاح من أسباب الغنى حيث يقول تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وقد جاء في أثر عن عبد الله بن مسعود: التمسوا الغنى في النكاح. وراجع المزيد في الفتوى: 7863.
فاجتهد في البحث عن كسب طيب من وظيفة، أو حرفة مشروعة، والله تعالى يعينك، ويسددك.
وما نرى فيما ذكرت من أنك تفقده مبررا للإعراض، أو اليأس من الزواج إن كنت ترغب فيه، وعلى افتراض أنك غير راغب في النكاح أصلا، فلا يلحقك إثم. فإن النكاح له حالات، فقد يكون واجبا، وقد يكون مباحا إلى آخر ما هو مفصل في الفتوى: 79816. وانظر الفتوى: 6925. للفائدة.
والله أعلم.