عنوان الفتوى : علاج مشاعر الميول الذكورية
أنا شاب عمري 21 سنة، أشتهي الذكور، ولكن -والله العظيم- عمري ما عملت الفاحشة، وعارف أنها حرام، وأدعو الله أن يثبتني على ذلك ويقويني. لديّ صديق، ولديّ مشاعر تجاهه، وأنا قلت له هذا، وعرّفته، وقلت له أن يقف بجانبي، وأن يساعدني في التخلص من هذا؛ لأني عارف أنه محترم، وقريب من ربنا، وفعلا قال لي: أنا سأظل بجانبك إلى أن تشفى وتتحسن حالتك.
هل يجوز أن أظل صديقه وأنا عندي مشاعر له؟ وهو يشجعني على الصلاة، والتقرب من ربنا. أعلم أن في الجنة لا يمكن أن أمارس مع ذكور، ولكنني أشتهي الذكور فقط؛ حيث إنني أريد في العلاقة أن أصبح المرأة؟
هل بإمكاني أن أطلب أن أصبح امرأة في الجنة؟ وأن أصبح زوجة لصديقي هذا؟ أنا أبكي وأنا أكتب هذا السؤال، والله إني أكره نفسي بسبب هذه المشاعر؛ لأنني أعلم أنها حرام، لكن ماذا أعمل؟ أنا فقط عندي مشاعر، وليس مشاعر للجنس فقط.
هل يمكن أن أصبح امرأة في الجنة، وأتزوجه؟ إني -والله- ثابت على دين الله، وأبعد عن الفاحشة حتى العادة السرية توقفت عنها، ولكن ما زالت تلك المشاعر عندي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويفرج همّك، ويصرف عنك السوء، ووصيتنا لك ما دامت عندك ميول تجاه هذا الصاحب؛ أن تتركه؛ سدا لباب الفتنة، وأن تحرص على مصاحبة أهل الدين والخلق؛ فصحبة الصالحين من أفضل ما يعين على الاستقامة والصلاح، واستعن بالله، واعتصم به، وتوكل عليه، واسأله أن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن ينجيك من مضلات الفتن.
واعلم أنّ الجنة دار السلام، مطهرة من الخبائث والأكدار، وهي دار النعيم الأبدي، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، فاشغل نفسك بما يقربك من ربك، ويكون سببا في دخولك الجنة، ولا تستسلم لوساوس الشيطان، وخواطر النفس الأمارة بالسوء، واحذر من الاسترسال معها، والتهاون بشأنها.
قال ابن القيم –رحمه الله- في طريق الهجرتين: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان. أحدهما: حراسة الخواطر، وحفظها، والحذر من إهمالها، والاسترسال معها. فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى، حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه، حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. انتهى.
واعرض نفسك على طبيب نفسي، حتى تتخلصّ بإذن الله من تلك المشاعر والأفكار المريضة، وأكثر من ذكر الله تعالى ودعائه، فإنّه قريب مجيب.
وللفائدة راجع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.
والله أعلم.