عنوان الفتوى : الموقف الشرعي من المثلية الجنسية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بارك الله في موقعكم المفيد، وفيكم.
كما تعلمون فإن المثلية الجنسية أصبحت أمرا عاديا. هل يجب علينا كمسلمين أن نتعايش معها، أم يجب رفضها؟
وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فوصفك لما أسميته بالمثلية الجنسية بأنه أمر عادي. إن كنت تقصد به من جهة الواقع في حياة الناس، فلا نسلم لك بذلك.

فكثير من عقلاء البشر يستنكرون هذا الفعل، ويعتبرونه شذوذا جنسيا، ولا يلتفت إلى بعض أصحاب الشذوذ الفكري ممن يحاولون التبرير لهذه الجريمة الشنيعة على أساس أنه من الحريات الشخصية للإنسان.

ومن يسوغه إنما يسلك بذلك مسلك من انتكست فطرتهم من قوم لوط، حيث قالوا فيما حكى الله عنهم في كتابه: فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ {النمل:56}.

فقد انقلبت عندهم الصورة، فأصبح المعروف منكرا، والمنكر معروفا، وصارت العفة جريمة، والفجور أمرا طبيعيا، ولذلك فهي ليست بالأمر العادي، بل هي دليل على فساد الطبع وانتكاس الفطرة.

وإن كنت تقصد بكون المثلية الجنسية أصبحت أمرا عاديا بسبب إقرار بعض القوانين الأرضية لها، فهنالك الكثير من الأنظمة التي تحظر ذلك وتعتبره جريمة، ويكفينا نحن المسلمين أن يكون ذلك محظورا في شريعة السماء، ويغنينا ما ورد في كتاب ربنا أنه -سبحانه- قد أهلك بسببه أمة من الأمم، وشرع له عقوبة دنيوية من أعظم العقوبات؛ بيانا لعظم جرمه، وتحذيرا منه وتنفيرا من الوقوع فيه، ويمكنك أن تراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 7413.

فالواجب استنكار هذا الفعل الشنيع وبغضه وبغض أهله، فذلك من الإيمان، روى الطيالسي في مسنده عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أوثق عرى الإيمان: الحب في الله -عز وجل- والبغض في الله.

ويجب على كل مستطيع مؤهل لذلك أن يبذل النصح لمن ابتلوا من المسلمين بهذا الداء العضال، وأن يسعى في سبيل إصلاحهم بحكمة وموعظة حسنة، بل هذا واجب الأمة في جهدها الجمعي.

وينبغي أن يكون ذلك من طرف مؤسسات حكومية، ومنظمات مجتمعية، واختصاصيين في الجانب الشرعي والاجتماعي، والطب النفسي، للبحث عن الأسباب، والعمل على علاج كل حالة بما يناسبها.

والله أعلم.