عنوان الفتوى : متعبة نفسيا وتريد الخروج للترويح عن النفس والأماكن لا تخلو من منكرات
هناك موضوع يشغل تفكيري كثيرا. ما حكم خروج المرأة للترويح عن النفس، مع العلم أن الأماكن كلها لا تخلو من منكرات؟
هل الذهاب إلى الشاطئ في قرية، محرم، مع أن في الأغلب صالة الاستقبال في القرية يكون فيها موسيقى هي ومطعم القرية أيضا، ولكن الشاطئ نفسه في الأغلب لا تكون فيه موسيقى؟
أنا متعبة نفسيا جدا، وأريد الخروج من المنزل؛ لكي أخرج من حالتي السيئة، ولكن في الغالب كل الأماكن فيها منكرات مثل المقاهي والمطاعم وأحيانا الشواطئ، وحتى ممارسة الرياضة في الصالات الرياضية فيها منكرات من موسيقى ونحوها. وأنا أريد أن أفعل ما يرضي الله، وبنفس الوقت أخرج من حالتي السيئة، ولكن في نفس الوقت لا يوجد مكان لا منكرات فيه، للأسف الأسواق والشوارع ومحلات الأزياء وغيرها.
وهل علي إثم إذا ذهبت إلى صالة رياضة فيها موسيقى، وأضع سماعات الأذن؛ لأنه في الأغلب لا توجد صالة خالية من الموسيقى. فماذا أفعل؟
أفتوني، وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه لك هو اجتناب أماكن اللهو والمعازف حتى ولو مع وضع سماعات الأذن، لما سبق أن ذكرناه في الفتوى: 402421.
وقد جاء في «الموسوعة الفقهية»: يرى الفقهاء عدم إباحة سماع المنكر، ويرون وجوب كف السمع عن سماعه، حتى إذا مر المرء بمكان لا مناص له من المرور فيه، وفيه شيء من هذه المنكرات، وضع أصابعه في آذانه؛ لئلا يسمع شيئا منها. كما فعل ابن عمر -رضي الله عنه- فقد روى نافع قال: إن ابن عمر سمع صوت مزمار راع، فوضع أصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع أتسمع؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلت: لا، فرفع يده وعدل راحلته إلى الطريق وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راع، فصنع مثل هذا. اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب في "نزهة الأسماع في مسألة السماع": من سمع شيئًا من الملاهي وهو مار في الطريق، أو جالس فقام عند سماعه، فالأولى له أن يدخل أصبعيه في أذنيه، كما في هذا الحديث. وكذلك روي عن طائفة من التابعين أنهم فعلوه، وليس ذلك بلازم، وإن استمر جالسًا وقصد الاستماع كان محرمًا، وإن لم يقصد الاستماع بل قصد غيره، كالأكل من الوليمة أو غير ذلك، فهو محرم أيضاً عن أصحابنا وغيرهم من العُلَمَاء. وخالف فيه طائفة من الفقهاء. اهـ.
وأما ما تشتكين منه من الحالة النفسية السيئة، فيستعان عليها بغير ذلك، كزيارة الأهل والأرحام، ومجالسة الخيِّرات، ومصاحبة الصالحات، والبحث عن أماكن أخرى تصلح للتنزه.
ولا مانع من مراجعة الأطباء واستشارتهم. وقبل هذا: الاجتهاد في تحصيل أسباب السكينة من الاستعانة بالصبر والصلاة، وإدمان ذكر الله، وكثرة الاستغفار، والإلحاح في الدعاء.
والله أعلم.