عنوان الفتوى : اللقاءات بين النساء للترفيه المباح لاحرج فيه
أنا مغتربة في بلد غربي فيه جالية مسلمة، ألتقي أنا ومجموعة من النساء من المسلمات بشكل دوري كل أسبوعين أو ثلاثة بغرض الترفيه والترويح عن النفس، ونقوم بأخذ طبق من الأكل إلى بيت الأخت التي يقع عليها الدور في استقبالنا بغرض التخفيف عن صاحبة البيت، وقررت نفس المجموعة من النساء إقامة حفل بقاعة فندق دون وجود كاميرات أو معازف، والغرض من الحفل هو الترفيه، رفض زوجي رفضا قاطعا ذهابي إلى الحفل بحجة أنه مضيعة للوقت خاصة وأننا نلتقي بشكل دوري في بيت إحدانا، كما أنه اعترض على كون الحفل ليس له سبب كالاحتفالات بالزواج أو المولود أو العيد مثلا، كما أنه اعترض على فكرة أن النساء هن من أقمن هذا الحفل لأجل لبس ملابسهن الفاخرة التي لا تلبس إلا في بلادهن العربية في مناسبات الزواج، أريد أن عرف هل لاعتراض زوجي وجه شرعي، مع العلم أنني سأطيعه دون نقاش في عدم الذهاب، إنما أريد أن أعرف الحكم من باب العلم بالشيء؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه اللقاءات الدورية قائمة على الترفيه بما هو مباح، فلا يوجد غناء محرم أو غيبة أو نميمة، ويخرج النساء إليها مع الحشمة والحجاب، فهذا أمر حسن، ومن كريم خلق الرجل أن يسمح لزوجته بحضورها والالتقاء مع أخواتها المسلمات، وهذا مما ينبغي أن تشكر الزوجة عليه زوجها، وكذا الحال بالنسبة لهذا اللقاء الذي يتم في صالة عامة إن كان غير مشتمل على ما فيه معصية أو مخالفة للشرع، فإنه أمر طيب، ولا يعتبر فيه مضيعة للوقت ما دام يحدث في فترات متباعدة، ولا يلزم أن تكون له مناسبة معينة كالعيد ونحوه، وليس عيبا أن يلبس النساء فيه ملابسهن الفاخرة الخالية من السرف أمام بعضهن بشرط أن تكون ساترة لما يجب ستره بين النسوة بعضهن بعضا، ولا بأس بأن تحاولي إقناع زوجك بالسماح لك بالذهاب إليه، ولو سمح لك بذلك لكان أمرا حسنا، ولو امتنع فطاعتك له واجبة، وقد أحسنت بما ذكرت من أنك ستطيعينه في ذلك، وهذا شأن المؤمنة أن تطيع زوجها في المعروف، ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين رقم: 6496، ورقم: 1780.
وننبه إلى أنه إذا كان الغرض من هذا الحفل هو مجرد لبس النساء ملابسهن الفاخرة، فهذا قد يقود إلى العجب والتفاخر وهو منهي عنه، فاحذرن من ذلك، فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال النبي ـ أو قال أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة. متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وعن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطبهم فقال: إن الله عز وجل أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد. رواه مسلم وابن ماجه.
والله أعلم.