عنوان الفتوى : إرشادات للكبار حول مشاهدة أفلام الكرتون
لقد قرأت إجاباتكم فيما يخص الأفلام، أو القصص التي تدور أحداثها الرئيسية حول أمور شركية، وأنا بفضل الله لا أتابع، أو أقرأ مثل هذه الأمور، فأنا حريص جدا على أن أتابع فقط ما هو خال من هذه الأمور. لكن سؤالي هو في حكم مشاهدة بعض أفلام الكرتون التي تكون قصتها الرئيسية مباحة كالكابتن ماجد، الذي تدور أحداثه حول كرة القدم أو المحقق كونان، ولكن قد تكون في أحيان نادرة جدا ألفاظ كفرية ليست من صلب القصة، ولا تتكرر هذه الألفاظ إلا نادرا جدا. فمثلا قد يقول أحد الشخصيات إن فلانا يقتل الناس كأنه إله موت، أو إنه فاز بالمباراة مثلا؛ لأن الآلهة كانت تؤيده، وما أشبه ذلك. فهل بسبب هذه الكلمة التي لا أؤمن بها، يجب علي ألا أشاهد باقي الحلقات، علما أن القصة الرئيسية مباحة، وهذه الجمل عادة لا تتكرر مرة أخرى. أرجو منكم إجابة شافية؛ لأني لم أجد إجابة لهذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن يزيد حرصا على الخير.
ولا يظهر لنا أن مجرد وجود عبارة عارضة مما ذكرت، يقتضي تحريم مشاهدة تلك الأفلام. فأشعار العرب، وكتب الأدب مشحونة بما هو من جنس تلك العبارات، ومع ذلك لم يزل العلماء يتناقلون تلك الأشعار، ويتداولون تلك الكتب، ولا ينهون عن مطالعتها لوجود مثل تلك العبارات فيها.
وعلى كل حال: فإنه ينبغي للمؤمن الفطن أن يترفع عن إضاعة وقته في العكوف على مشاهدة أفلام الكرتون، التي إنما وضعت للأطفال الصغار!
وينبغي للمسلم أن يعمر وقته بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه؛ فإن المرء مسؤول عن وقته بين يدي الله يوم القيامة، كما في الحديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه .. أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
وإضاعة الأوقات لون من ألوان العقوبة الإلهية للعبد.
قال ابن القيم -في ذكر عقوبات الذنوب-: قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم وضنك المعيشة، وكسف البال، تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله؛ كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار. اهـ. من الفوائد.
والله أعلم.