عنوان الفتوى : هل تأثم من أرسلت صورها غير اللائقة لصديقها وتابت؟
تعرفت على شاب، وضعفت، وأرسلت له صوري عارية. لم أعد أتحدث معه، لكني أشعر بالندم الشديد.
فهل آثم إن لم يحذف صوري، ورآها؟
أرجو الإجابة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بندمك الشديد على هذا الفعل الشنيع الذي أقدمت عليه، وهو مخالف لمقتضى الشرع، ولما جبلت عليه المرأة من الحياء، والذي هو زينتها.
والندم من أعظم شروط التوبة، ولكن لا تتحقق التوبة النصوح إلا باكتمال بقية الشروط، وقد سبق بيانها في الفتوى: 29785.
وبخصوص هذه الصور المحرمة التي أرسلتها إليه، فاطلبي منه حذفها، فإن امتثل وقام بحذفها، فالحمد لله؛ وإلا فإنك لا تأثمين ببقاء هذه الصور، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه، وَمثَّلوا لذلك بمن نشر بدعة، ثم تاب منها، وراجعي الفتوى: 172419.
ويجب عليك أن تقطعي كل علاقة لك بهذه الرجل، وبغيره من الرجال الأجانب، حتى لا يستدرجك الشيطان، كما فعل بك في المرة الماضية.
ونرجو أن يكون هذا الحدث دافعا لك لسلوك سبيل الاستقامة، والاجتهاد في تحصيل الأسباب التي تعين على الثبات على ذلك. ومن أهمها: العلم النافع، والعمل الصالح، وصحبة الصالحات.
ولمزيد الفائدة، راجعي الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
والله أعلم.