عنوان الفتوى : نصائح لمن زين له الشيطان الإلحاد
أنا شخص كنت مسلما، وأعرف كامل القرآن، وتقريبا كل الأحاديث النبوية، لكني ألْحَدْتُ بسبب منذ بضع سنين. فبم تنصحونني، وتفسرون لي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهديك للحق، وأن يوفقك للتوبة.
وأما النصيحة فهي بلا ريب: أن تتوب إلى الله تعالى، وترجع إلى دينك، فهذا الذي ينفعك في دنياك وأخراك.
وأما الكفر والإلحاد؛ فلا يريح في الدنيا، ولا ينفع في الآخرة، بل يهلك صاحبه، ويفسد عليه أمر معاشه ومعاده.
واعلم أنك وقعت فيما وقعت فيه بسبب تزيين الشيطان، فاستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، واتخذه عدوا كما أمرك الله تعالى، قال سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.
وقال ابن القيم في (زاد المعاد): جهاد الشيطان مرتبتان:
إحداهما: جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان.
الثانية: جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات.
فالجهاد الأول يكون بعده اليقين، والثاني يكون بعده الصبر. قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة: 24] [السجدة: 24] فأخبر أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين يدفع الشكوك والشبهات. اهـ.
وعلى أية حال، فينبغي للسائل أن يقف على سبب وقوعه في الإلحاد، ويعالجه بخصوصه، وأما على وجه العموم؛ فلابد من الصبر والمصابرة على تحصيل علم نافع يدفع الشبهات، وعمل صالح يقي شر الشهوات، وصحبة صالحة ناصحة، تدل على الخير، وتعين عليه، وتحذر من الشر، وتنفر منه.
وقد ذكرنا بعض الكتب التي تعالج موضوع الإلحاد، وذلك في الفتوى: 365854.
والله أعلم.