عنوان الفتوى : تأويل صفات الله هل يؤدي للكفر؟
أنا طالبة في بلد اغتراب منذ حوالي أكثر من أسبوع. ظهر لي منشور من صديقاتي بأنه يجب أن نؤول صفات الله، وأن كل من لم يعتقد ذلك، فإن كل ما يفعله في حياته فهو كفر، ويجب عليه النطق بالشهادتين. ودخلت في صدمة، ولم أفهم هذا الكلام، وانهرت. لأن كل ما كنت عليه في حياتي كان خاطئا، ولم أكن أعلم أن الناس في هذا البلد وحتى صديقاتي وكل الناس؛ مخالفون لأهل السنة. كنت جاهلة بهذا الشيء، واعتقدت أنهم كذلك من أهل السنة، ونطقت بالشهادتين، ولكني لم أقتنع بكلامهم. واستمررت بالبحث إلى أن اكتشفت أن المدينة التي أنا فيها أشاعرة، ولم أكن أعلم عنهم شيئا، أو من هم. وبعد البحث في اليوم التالي، تأكدت أن ما أنا عليه كان هو الصحيح، وأنه لا يجب أن نؤول صفات الله كما يتحدثون ونطقت بالشهدتين للاحتياط.
فهل أكون قد وقعت بالكفر إن كنت نطقت بالشهادتين في ذلك الوقت في المرة الأولى، أم أكون لم أخرج من الإسلام؟
والله أنا واقعة في مصيبة، لم أكن أعلم شيئا، كنت جاهلة بكل هذا الكلام.
أرجوكم طمئنوني. هل ارتددت عن الإسلام؟ وهل لي من توبة، أم سأخلد في نار جهنم؟
أرجوكم أفيدوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس فيما ذكرت السائلة، كفر ولا ردة، ولا قريب من ذلك! والخوف من الكفر والردة وإن كان محمودا ودالَّاً على إيمان صاحبه، إلا إنه ينبغي أن يوضع في موضعه، وإلا فكيف يظن بأن نطق الشهادتين يمكن أن يؤدي إلى كفر أو ردة؟!
ثم إن الحكم بوجوب تأويل صفات الله -تعالى- وإن كان خطأً، إلا إن العجيب الغريب أن يحكم على من لم يفعله بالكفر أو الردة! فهذا من الغلو الشديد.
على أية حال، فمنهج السلف من الصحابة والتابعين والأئمة المرضيين، هو: إثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة، وعدم تأويلها مطلقاً إلا بثبوت دليل راجح، كما سبق أن بيناه في الفتوى: 64272.
وراجعي في بيان منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، الفتاوى: 50216، 197971، 288277.
ولمزيد الفائدة، انظري الفتويين: 352543، 120021.
ومن الكتب المختصرة المفيدة في هذا الباب كتاب: (ذم التأويل) لابن قدامة. ومن كتب المعاصرين كتاب: (التأويل خطورته وآثاره) للدكتور عمر الأشقر.
والله أعلم.