أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : زوجي لايحبني وأنا صابرة ... إلى متى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أنا متزوجة منذ شهر تقريبا من رجل اخترته لدينه, وأحببته لذلك -ولله الحمد-.
زوجي أيضا لما خطبني كان معياره الدين, وبعد العقد قال لي: اكتشفت فيك أشياء لا أحبها؛ فشكلي مثلا لا يعجبه, وجسدي لا يثيره, وهذا لا علاقة له بالجمال؛ لأني -الحمد لله- على قدر من الجمال, كما أنه رآني قبل الخطبة وارتضاني, أيضا لا تعجبه بعض تصرفاتي أو كلامي, فمنها ما يقول: إنها ليست أنثوية, ومنها ما يقول إنها صبيانية, أيضا هو كان قبل الزواج قد عقد على أخرى ثم طلقها, ويقول لي: لا أحس تجاهك بما كنت أحسه معها.
أمر آخر يزعجه أيضا هو أن نومه خفيف, أما أنا ففي النوم أتنفس بنسق متوسط؛ لأن عندي مرض الربو, لكنه ليس حادا, وإنما درجته بسيطة, وهذا أيضا يسبب لي الشخير في النوم, الحمد لله أقوم بكل واجباتي معه, بل وأكثر؛ لأني دائما أحاول أن أفعل كل ما يسعده, ويجعله مرتاحا, وهو يعترف بذلك, ويقول: أنا سعيد جدا بدينك, وأيضا في قيامك بواجباتك وتصرفاتك معي, وصبرك عليّ, أيضا أريد دائما أن أتركه يفعل ما يريد؛ فهو يقضي ساعات طويلة خارج البيت حتى في إجازته, ذلك لأنه لا يطيقني فأنا أصبر على ذلك, ولا أقول له: إني منزعجة, وأكثر الأوقات أحضر الطعام فيقول أكلت في الخارج, لا ألومه على كل هذا, بل أعذره, وأقول له أفعل ما يريحك.
ولأني أزعجه عند نومه أصبحت أنام في غرفة الجلوس ليكون مرتاحا, وأنا أراعي دائما أن لا أنام إلا بعد أن ألبي له حاجته, وأبقى معه في الفراش إلى أن ينام, أحاول أن ألبي له شهوته الجنسية, وأعرف ما يعجبه ويثيره؛ فأفعله حتى يمني, أما هو فعندما أقول له: قبلني أو عانقني, إما أن يقول ليس الآن, أو لا أريد, أو تعبان, وعندما يفعل شيئا من ذلك فلتلبية شهوته فقط, وأنا -الحمد لله- صابرة على ذلك, ولا ألومه, وأقول لنفسي: كما كنت قبل الزواج ليس لك شيئا من ذلك؛ فأنت الآن في حال أفضل فاحمدي الله.
هو يريد الذهاب إلى بلد آخر لطلب العلم, وقال ذلك من البداية وقال لي’’ إن تزوجنا فاعلمي أني سأخاطر بنفسي -بإذن الله-, وأحب أن أجد بجانبي امرأة صبورة ترضى بما هو أدنى من الأدنى من أمور الدنيا, تتوكل على الله, ولا تكترث من أين يأتي رزق يوم غد’’ فقلت له: أنا معك فيما تريد فعله, وسأصبر -إن شاء الله-, أما الآن فأصبح يقول لي: سأذهب, وأترك كل شيء, كرهت الناس, وكرهت كل شيء, ولم أعد أعرف ما أفعل؟! سأهاجر وحدي, وأطلب العلم, ثم أنظر ما سأحس به عندما أبتعد عنك, قلت له: لن أعارضك, افعل ما يريحك, ولا تهتم لأمري.
أحيانا أعذره, وأقول: سبحان الله قلبه ليس بيده؛ فلن يحبني بالقوة, وهو أيضا يقول: إنه تزوج ليعف نفسه, ويهتم بدينه أكثر وبالعلم, لكنه لم يجد فيّ ما يشبع غرائزه, وما كان ينتظره -خاصة أن عمله فيه اختلاط, وبلدنا كلها فتن- مما يجعله أكثر شهوة وضعفا, لكن ليس عنده البديل, وهو منزعج من هذا كثيرا, ويحاول أن يتقي الله, وحريص كثيرا على الهجرة لطلب العلم حتى يتخلص من كل هذا, ويهتم بدينه.
عندما أقول له: اقنع بما قسمه الله لك, وليس أحد من الخلق خلق بلا عيب, يقول لي: أنت لم تفهمي, أنا تزوجت لأعف نفسي, وأصون ديني, وليس الرجل كالمرأة, والشهوة بينهما تختلف, والرجل إن لم يكن مرتاحا مع امرأته يتعب كثيرا ويفتن.
أقول له أحيانا: ربما أنت مسحور؛ لأن زوجة أخيه حاولت سحره من قبل لأنه لم يتزوج أختها, فيقول لي: إنه متأكد أنه ليس سحرا, وأنا أعرف نفسي وما أريد, بعد الخطبة قال لي:’’أهم شيء الاتفاق في الأصول, بالنسبة لطلب العلم سأسعى جاهدا ليعين بعضنا بعضا على ذلك, وما أجمل أن يجتمع زوجان لفعل أجل وأعظم عبادة وهي طلب العلم ابتغاء وجه الله, كما أتمنى لو يكون لنا نصيب يومي من الورد القرآني يسمع فيه كل طرف الطرف الآخر؛ فالقرآن به تطمئن القلوب, كما قال تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فالحرص على ذلك سيكون دافعا لنا على الطمأنينة في علاقتنا -إن شاء الله تعالى-
بالإضافة إلى ذلك أحب أن تعينني زوجتي على قيام الليل؛ فتشجعني على ذلك لأنني مقصر في هذا الجانب؛ فقد تأتي أيام أعزم فيها على القيام, ثم لا أسمع المنبه بتاتا بسبب إرهاق العمل’’.
أما الآن فلأنه غير مرتاح لي يقضي وقته خارج المنزل, وعندما يكون في البيت أحاول أن أساعده على مراجعة حفظه للقران, وأحاول أن أعرض عليه حفظي اليومي, هذا فقط لا غير, أما الباقي فلا.
زوجي ليس سيئا, بل أحسبه على خير, وهو طيب وحنون, ربما لم يظهر هذا معي لما يحسه, أرجو أن تنصحونا -بارك الله فيكم- وتدلونا على ما تصلح به حياتنا الزوجية, وتصلح به دنيانا وآخرتنا.
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نحن نشكر لك هذه الأخلاق الفاضلة, والصبر الجميل الذي تقابلين به ما يصدر من زوجك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك, وسلامة في دينك، نسأل الله تعالى أن يزيدك صلاحًا، ونسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحببك إلى زوجك, ويديم الألفة بينكما.
نصيحتنا لك -أيتها الكريمة- أن تداومي على ما أنت عليه من الاجتهاد في الإحسان إلى الزوج, وأداء حقوقه على الوجه الأتم الأكمل، وكوني على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيع عملك هذا، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
كوني على ثقة بأن الله عز وجل سيقضي محبةً وإجلالاً في قلب زوجك لك لصلاحك ودينك، فإن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إني أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل, وينادي في أهل السماء فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.
فكوني على ثقة بأن تدينك والتزامك بأحكام الله تعالى, وقيامك بأداء الحق لزوجك, والمبالغة في حسن التبعل, والتجمل لزوجك، كل ذلك من الأسباب التي تُكسب زوجك حبك.
كما أنه ينبغي لك -أيتها الكريمة- أن تنصحي زوجك بقدر الاستطاعة بأن يبحث عن عمل آخر بعيدًا عن الأعمال التي يختلط فيها بالنساء، وهناك حقائق ينبغي أن يذكّر بها هذا الزوج ستعينه على التخلص من هذه المشاعر التي يجدها، من هذه الحقائق أن طبيعة النفس البشرية أن لا تقتنع بشيء، فإنها كلما وصلت إلى شيء طمعت في غيره، وطمع الرجل في النساء تجري عليه هذه القاعدة أيضًا، وقد صرح بهذا أناس كثيرين أصحاب تجارب، وممن قال هذا الإمام ابن الجوزي – رحمه الله تعالى – في كتابه العظيم (صيد الخاطر)، فإنه قال: " لو قُدر للرجل أن يتزوج نساء بغداد كلهنَّ ثم دخلت امرأة البلد لظنَّ أن عندها ما ليس عندهنَّ ".
فينبغي أن تنصحي زوجك بأن يُكثر من قراءة هذه التجارب, ويقرأ أخبار هؤلاء الأفاضل ذوي التجارب العديدة والعميقة؛ فإن هذا سيرسخ في نفسه بعض الأخلاق, ويتفهم الحقيقة على وجهها.
كما أن هذا الزوج أيضًا بحاجة إلى أن يُنصح ويذكر بأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أرشد في الحديث إلى أنه لا ينبغي للرجل أن يكره زوجته ويُبغضها لبعض العيوب التي فيها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه الإمام مسلم: (لا يفرك – لا يبغض – مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر)؛ فحاولي أن توصلي هذه الرسالة لزوجك، ويستحسن أن تكون بطريق غير مباشر.
ومما لا شك فيه أن الواحد منا لو تذكر الجوانب الإيجابية في الآخر لوجد فيه جوانب عديدة تدعوه إلى حبه واحترامه، وهذا الزوج لو قام بهذه الخطوة فإنه سيجد الكثير والكثير مما يدعوه إلى حبك واحترامك، ولو لم يكن إلا صبرك عليه, واستعدادك لإعانته على دينه, والتضحية في سبيل ذلك، فكل هذه أخلاق تستحقين الشكر عليها، ونحن على أمل كبير بأن الله تعالى لن يضيع لك هذا أبدًا، فإنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين.
نؤكد عليك ثانية -أيتها الكريمة- أنك ماضية في الطريق الصحيح، وقد أصبت كبد الحقيقة حين أدركت أنك قبل الزواج لم يكن لك من الأمر شيء، وأنك الآن في حال أفضل، وما قدره الله عز وجل لك لا شك ولا ريب أنه الخير كله، فإنه سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، فكوني أنت لله عز وجل على ما يحب ويرضى، وستجدين من الله تعالى ما تحبين وترضين.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لم أحمل منذ خمس سنين وزوجي يريد الزواج عليّ.. ما توجيهكم لي؟ | 2027 | الثلاثاء 07-04-2020 03:31 صـ |