عنوان الفتوى : وجوب قطع العلاقة الآثمة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أحبني شخص حين كان عمري 15 عاما، ولم أحبه، لكني أعطيته أملا وكذبت في مشاعري، ثم تركته.
ظل يحاول التواصل معي وأنا أرده، إلى أن أصبحت في الـ 19. تكلمت معه؛ لأني بصراحة كنت أخاف أن يشكوني إلى الله؛ فخفت أن يعاقبني الله لأني كسرته. فعدت له مع أني لا أحبه؛ لكي لا يبقى مكسورا، لكن للأسف لم أحبه ولم أستطع تقبله.
فكان يتكلم بصيغة أنه إذا أتى للدولة التي أنا فيها سوف ينام معي، ثم يقوم بعدها بخطبتي.
بعدها بفترة فهمت من نفسي أني لن أحبه أبدا، ولن أستطيع الزواج والعيش معه بسبب أني لا أحبه؛ فانفصلت عنه. ولكنه يقول إنه سوف يشكوني إلى الله؛ لأن نيته معي الزواج.
فهل آثم على تركي له؟ مع العلم أني -والله- لم أفكر في يوم أن أكسره. أعرف أني أخطأت بكذبي عليه بمشاعري، لكني تبت ولن أعيدها.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بتوبتك من كذبك على هذا الشاب، والواجب عليك أيضا التوبة مما حصل منك من تواصل وكلام معه، ويجب عليك الحذر من العودة لمثل ذلك في المستقبل، وراجعي الفتوى: 5450، والفتوى: 29785.

وأنت على صواب بتركك له وقطعك لأي علاقة أو تواصل معه، فلست ظالمه له، ولا إثم عليك في ذلك، فلا تشغلي نفسك بأمره، بل استقبلي أمرك واصرفي همتك إلى ما فيه مصلحة دينك ودنياك.

وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها، وأن الرغبة في الزواج لا تسوغ لهما شيئا من ذلك.

ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 4220.

وعلى المرأة المسلمة أن تتحرى الزوج الصالح صاحب الدين والخلق، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه؛ فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

وجاء في الأثر الذي أورده البغوي في شرح السنة عن الحسن البصري أنه أتاه رجل، فقال: إن لي بنتًا أحبّها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير عليّ أن أزوجها؟ قال: زوِّجها رجلًا يتقي الله، فإنه إن أحبّها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها.
والله أعلم.