عنوان الفتوى : عقد نكاح باطل لعدة أمور، وطريق جعله صحيحاً
أعلم أنني أخطأت خطأ كبيراً وأنني والله ندمت عليه ولا أريد العودة إليه مرة أخرى وإنني أستغفر الله عليه كثيرا راجية منه العفو والمغفرة، أنا فتاة أبلغ من العمر 31 عاما ومنذ 5 سنوات تعرفت على رجل متزوج وله أبناء ومقيم في بلد آخر وهو من جنسية أخرى أيضا، ووعدني بالزواج حينما تتحسن ظروفه في بلده، تطورت علاقتنا على مدى السنوات الماضية وكانت كعلاقة الأزواج تماما ، كان كلما أتى إلى بلدي تقابلنا ومارسنا حياتنا ثم يسافر وهكذا حتى السنة الماضية فقد قررنا أن نتزوج عرفيا فقمنا بكتابة ورقة بيننا ووقعنا عليها ثم أخذها كي يوقع الشهود وبالفعل وقعوا ولكن كل شاهد وقع منفصلا وهم لا يعرفونني شخصياً ولكن قبل أن يوقعوا كنا نمارس ما بيننا كالسابق تماماسؤالي هو:1- هل هذا العقد صحيح شرعا. مع العلم أننا لم نقل الصيغة الشرعية ( زوجتك نفسي ............)؟2- هل لي طلاق وعدة مثل الزواج الشرعي المعلن؟ 3- هل يلزم شهادة الشهود لكتابة العقد وأن يوقعوا مجتمعين؟4- إذا أردت أن أتزوج منه زواجاً معلناً هل يطلقني أم نتزوج هكذا؟5- في حالة زواجي من شخص آخر هل أخبره بهذا الزواج السري أم ماذا؟أرجو الإجابة سريعا وعدم إهمال رسالتى لأنني حائرة جدا ولا أعرف ماذا أفعل. وأرجو من سيادتكم الدعاء لي بأن يتقبل الله توبتيوالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة صادقة، وتنيبي إليه، وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة، قال الله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(الأنعام: من الآية54)
وقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:68-70)
ومن أعظم وسائل ومظاهر هذه التوبة أن تبتعدي ابتعاداً كاملاً عن الأجانب، وأن تشغلي وقتك بالطاعات وأن تكثري من الأذكار المطلقة والمقيدة وتلاوة القرآن ونوافل الصلوات والصيام.
وأما هذا العقد الذي فعلتماه فإنه غير صحيح شرعاً، فقد تعرض له الفساد من عدة جهات:
1- أنه حصل من دون إذن الولي، والزواج بدون ولي باطل باطل بنص الحديث: لا نكاح إلا بولي. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وبنص الحديث الآخر: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل. رواه ابن حبان والترمذي وصححه الألباني.
2- أنه يحتمل أنه حصل قبل الاستبراء من الزنا، وزواج الزانية قبل استبرائها بحيضة محرم، لما في الحديث: لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة. رواه أبو داود وصححه الألباني.
3- أن شهادة الشهود على الزواج بدون إذن الولي لا تصح لأنها شهادة على الباطل، كما قدمنا في الفتوى رقم: 29442
ثم إنهم قد شهدوا على توقيع لا يعلمونه ولا يعلمون فاعلته، ولم يسمعوا منها إقراراً.
فإذا تقرر هذا فإن الواجب أن يفارقك هذا الزوج فإن أصر على البقاء على هذا فاذهبي إلى القاضي ليفسخ نكاحكما، ثم يجوز لك بعد العدة أن تتزوجي من شئت، قال ابن قدامة في المغني: إذا تزوجت المرأة تزويجاً فاسداً لم يجز تزويجها لغير من تزوجها حتى يطلقها أو يفسخ نكاحها.
ويجوز لك كذلك أن تتزوجي هذا الرجل إذا علمت منه صدق التوبة إلى الله، وإذا أردت الزواج من شخص آخر فلا تذكري له زواجك السري بل استري نفسك عملاً بالحديث: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للزيادة في التفصيل في الموضوع: 5855/4832/3395/1677/10705/5962/11426/6996/1095.
والله أعلم.