عنوان الفتوى : غرس الأشجار وإهداء الثواب للميت
السؤال
توفيت أمّي منذ شهرين ونصف، وأردت التصدّق عنها، فدفعت سعر ثلاث شجرات تِين، زُرِعت في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، فهل هذا يعود بالمنفعة والجزاء لأمّي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبارك الله فيك -ابنتي الكريمة- بما فعلتِه من التصدّق لوالدتك، وهذا من البِرّ، ويصل ثواب الصدقة -إن شاء الله- لوالدتك، وتنتفع به، فقد جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ. رواه مالك، والبخاري.
وجاء في المغني لابن قدامة: أَيُّ قُرْبَةٍ فَعَلَهَا، وَجَعَلَ ثَوَابَهَا لِلْمَيِّتِ الْمُسْلِمِ، نَفَعَهُ ذَلِكَ -إنْ شَاءَ اللَّهُ-.
أَمَّا الدُّعَاءُ، وَالِاسْتِغْفَارُ، وَالصَّدَقَةُ، وَأَدَاءُ الْوَاجِبَاتِ، فَلَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا، إذَا كَانَتْ الْوَاجِبَاتُ مِمَّا يَدْخُلُهُ النِّيَابَةُ. انتهى.
وغرس الأشجار، فيه أجر عظيم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة. رواه مسلم.
والله أعلم.