عنوان الفتوى : تفسير(وقد نزل عليكم في الكتاب...)
هل يعد الجلوس لسماع الأخبار التي قد يوجد بها ذكر القوانين الوضعية وغير ذلك مثل من يريد التحاكم للأمم المتحدة، فهل يعد الجلوس لسماع ذلك مما نهى عنه الله تبارك وتعالى بقوله (وقد نزل عليكم في الكتاب...) الآية الكريمة؟ و شكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمقصود بالجلوس المنهي عنه في الآية هو جلوس المقر والمداهن لمن يكفر بآيات الله ويستهزئ بها، أما من جلس ليرد ذلك أو ليقف على أخبار هؤلاء ومن ثم يحذرهم ويحذر منهم ويكشف زيغهم وضلالهم، فإن مثل هذا الرجل يعتبر منافحاً عن دين الله عز وجل.
ولهذا قال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية: فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. انتهى.
وقال ابن كثير رحمه الله: وقوله (وقد نزل عليكم في الكتاب...) أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزئ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه. انتهى.
ولا يخفى أنه ليس كل من استمع إلى مثل هذا راضياً أو مقراً به.
والله أعلم.