عنوان الفتوى : والدها يجبرها على ترك خطيبها.. الحكم.. والحل
السؤال
ما حكم الدين في ما يأتي: والدي يجبرني على ترك خطيبي، ويخيرني ويقول لي: إما أنا أو هو. وإذا اخترتِه فلن أعرفك.
بسبب أنه يطلب منه طلبات مادية فوق طاقته، وخطيبي يقوم بكل ما بوسعه هو وأهله. وقد تكلمت معهم هنا في البيت كثيرا، وقلت إنه شاب في أول حياته، ويحرم نفسه من أشياء كثيرة حتى يستطيع أن يفعل كل المطلوب منه. لكن أبي غير مقتنع بذلك، ويقول إنه بخيل، لكن -والله- لم ألمس فيه هذه الصفة، بل كان يحاول أن يقدم لي كل ما يستطيع حتى لو كان على حساب نفسه، لكن وضعه المادي لا يصل إلى مستوى والدي. ووالدي يضع المقارنات بيني وبين غيري، وأنا متعلقة بخطيبي، وأهلي يعرفون ذلك جيدا، ولا يعيرونه اهتماما. وهو إنسان على قدر عال من الخلق والدين، وأرى فيه كل الصفات التي كنت أحلم بها، وهم يعرفون أنه على خلق. وأبي سأل عنه كثيرا، وأبي نفسه يقول إنه شاب محترم. وكل الناس يمدحون أخلاقه.
ماذا أفعل؟
أرشدوني -جزاكم الله خيراً- وانصحوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن الأب يكون حريصا على مصالح ابنته في النكاح وغيره؛ لما له من الخبرة والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها.
لكن إذا كان الحال -كما ذكرت- من كون هذا الخاطب صالحاً، وكنت راغبة فيه، فليس من حق والدك منعك من تزوجه دون مسوّغ، وإلا كان عاضلاً لك، ويجوز أن تنتقل الولاية إلى من بعده من الأولياء؛ ليزوجك، أو ترفعي أمرك للقاضي؛ ليزوجك، أو يأمر وليك بتزويجك، وراجعي الفتوى: 32427
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع أبيك، أو توسطي من يكلمه من الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عنده، فإن رضي بزواجك منه؛ فهذا خير.
وإن أبى وأصر على منعك من زواجه، فاصبري، ولعل الله يعوضك خيراً منه.
إلا إذا كان عليك ضرر في ترك الزواج من هذا الخاطب؛ فلك أن تتزوجيه بولاية الأقرب بعد أبيك كالجد أو الأخ أو العم، أو ترفعي الأمر للقضاء، لكن على كل حال؛ فإنّ عليك برّ أبيك والإحسان إليه؛ فإنّ حقّ الوالد عظيم.
والله أعلم.