عنوان الفتوى : لا بأس بالاتفاق على تأخير الدخول بالفتاة وتأجيل إقامة الحفل
السؤال
أنا شاب عمري 21 سنة، أدرس الطب، وهو تخصص يستلزم دراسة سنين طويلة (7 سنوات على الأقل) وأنا في نصف المشوار، والحمد لله. تعرفت أمي على فتاة في حلقات تحفيظ القرآن، وقد طابقت كل المواصفات التي أبحث عنها في زوجة المستقبل من دين وخلق ونسب.
وللعلم فإنني شديد الانتقاء فيما يتعلق باختيار الزوجة، خاصة أنني أصبحت ألاحظ أن بنات جيلي أصبحن يهتممن بالماديات أكثر فأكثر، ويتميزن بقلة النضج أيضا؛ مما يسبب لي نفورا منهن.
سؤالي لكم مشايخنا الأفاضل: أنا أنوي وبموافقة الأهل، أن أتقدم لخطبة تلك الفتاة، ومن ثم إذا حصل توافق بين الطرفين، إقامة العقد الشرعي والمدني مباشرة، بفعل أن المخطوبة تبقى أجنبية، وأنا لا أريد أن أقع في معصية الله، إلا أنني لا أريد إقامة العرس إلا بعد 3 سنوات (أي عندما يصبح عندي راتب شهري، فلا راتب لي حاليا). بتعبير آخر، أريد أن أجعل فترة "الخطوبة" شرعية من حيث الحديث مع "زوجتي" في الهاتف وغيره.
هل يجوز هذا الزواج بفرح مؤجل، وبناء مؤجل أيضا (لست مستعجلا على العلاقة الجنسية، أكتفي بعلاقة عاطفية في الوقت الحاضر). أم أنني أمتنع عن هذا، وأنتظر إلى أن أكمل دراستي، وأحصل على راتبي وأختار فتاة أخرى، إن وجدت، وأسير على النهج التقليدي؟
شكرا لكم، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بالاتفاق على تأخير الدخول وتأجيل إقامة الحفل.
فإذا كانت هذه الفتاة -كما ذكرت- على دين وخلق، وعلى الصفات التي ترجوها في زوجتك؛ فاحرص عليها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاظفر بذات الدين، ترتب يداك. متفق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
وإذا عقد لك عليها العقد الشرعي، فإنها تصير زوجة لك، فيجوز لك محادثتها، وأن تكون بينك وبينها علاقة عاطفية ونحو ذلك مما يحرم مع الأجنبية. ولا بأس بالاتفاق على تأخير الدخول وتأجيل إقامة الحفل.
ومهما أمكن المبادرة إلى إتمام الزواج كان أفضل، طلبا للخير والمصالح الكثيرة التي شرع من أجلها الزواج من العفاف والنسل وغير ذلك.
ولمزيد الفائدة، راجع الفتوى: 194929، والفتوى: 7863.
والله أعلم.