عنوان الفتوى : سجود المسلم في صلاته لله تعالى وحده وليس لذات الكعبة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

عندي شبهة، وقد بحثت في النت، ولم أجد إجابة تزيلها. هل نسجد لله في الصلاة مباشرة، أم نسجد للكعبة ذاتها؟ أي أن السجود في الصلاة والركوع والقيام والصلاة كلها لمن؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن سجود المسلم في صلاته إنما هو لله تعالى وحده، وليس لذات الكعبة، فالكعبة ليست إلا جهة أمر الله تعالى المصلي أن يتوجه إليها، وليس في سجوده أو ركوعه فقط، بل وفي قيامه وجلوسه أيضًا.

 فالتوجه إنما هو امتثال لأمر الله تعالى، وليس لذات الجهة.

فإذا كان في مكان لا يعرف فيه جهة القبلة، أو كان يعرفه ولكنه عجز عن التوجه إليه، فإنه يصلى إلى أي جهة، بل قد رخص الشرع للمسافر أن يصلى النوافل على راحلته حيث توجهت، فعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته. رواه البخاري ومسلم.

ثم لا يخفى أن المسلمين كانوا يصلون بعد الهجرة إلى بيت المقدس بأمر من الله تعالى، ثم إن الله عز وجل أمرهم بالتوجه بعد ذلك إلى الكعبة، وفي كلا الحالين إنما نتوجه حيث يوجّهنا الله تعالى، وليس للجهة ذاتها، قال تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة:142]، وقد قال قبل ذلك: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:115]، قال السعدي في تفسيره: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وجوهكم من الجهات، إذا كان توليكم إياها بأمره، إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس، أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها، فإن القبلة حيثما توجه العبد.

 أو تشتبه القبلة، فيتحرى الصلاة إليها، ثم يتبين له الخطأ، أو يكون معذورًا بصلب، أو مرض، ونحو ذلك، فهذه الأمور، إما أن يكون العبد فيها معذورًا أو مأمورًا. وبكل حال، فما استقبل جهة من الجهات، خارجة عن ملك ربه. اهـ.

 ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتاوى: 244429، 103086، 136102.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
استقبال الحِجْر أو الحطيم في الصلاة
حكم من يصلي بدون وضوء ولا يستقبل القبلة بسبب عملية جراحية
من صلّى إلى قبلة خاطئة في الحضر مدة طويلة
المقدار المعفو عنه من الانحراف عن القبلة
الانحراف اليسير عن القبلة
صلى إلى عكس جهة القبلة بناء على تطبيق يحدد جهتها ثم علم أنه غير دقيق
واجب من صلَّت إلى غير القبلة
شروط من يُقبل خبره في تحديد اتجاه القبلة
حكم الصلاة في السيارة والصلاة بتيمم بسبب العمل
من صلى في الحضر معتمدًا على البوصلة
تأخير الصلاة لعدم معرفة القبلة
تحديد القبلة من خلال جهة الشمس
واجب من صلى عكس جهة القبلة
واجب من أخطأ في استقبال القبلة
شروط من يُقبل خبره في تحديد اتجاه القبلة
حكم الصلاة في السيارة والصلاة بتيمم بسبب العمل
من صلى في الحضر معتمدًا على البوصلة
تأخير الصلاة لعدم معرفة القبلة
تحديد القبلة من خلال جهة الشمس
واجب من صلى عكس جهة القبلة
واجب من أخطأ في استقبال القبلة