عنوان الفتوى : من صلّى إلى قبلة خاطئة في الحضر مدة طويلة
صلّيت مدة سنة ونصف إلى قِبلة خاطئة في الكلية، فقد اجتهدت في البداية في البحث عن القبلة عن طريق الهاتف، لكن هاتفي لم يكن فيه بوصلة، فاعتمدت على عقلي، وصليت إلى الجهة التي ظننتها صحيحة، ثم غيّرت القبلة لاتجاه خاطئ آخر بعد أن ظننت أن صورة الكعبة التي في الغرفة معناها القبلة، ثم صليت لاتجاهها، وبعد سنة وقليل أخبرني أحدهم بالاتجاه الصحيح، فهل تجب عليّ الإعادة؟ وهل يكفي ما فعلته لأقول بأني اجتهدت؟ مع العلم أن الغرفة فردية، وإذا أراد الشخص أن يصلي فيأخذ مفتاحًا، ويصلي وحده؛ لذا لم يكن هناك من أقلّده أو أسأله، لكني من ناحية قصّرت في السؤال؛ لأنه كان يجب أن أسأل بعض من أظن أنهم يصلون.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالانحراف عن القبلة: منه ما يبطل الصلاة باتفاق العلماء، ومنه ما لا يؤثر على صحتها لدى جمهورهم، وانظري الفتوى: 340783 عن ضابط الانحراف اليسير والكثير عن القبلة.
والخطأ في تحديد القبلة في الحضر، لا يعذر فيه المصلي، حيث يمكن للمصلي أن يسأل إخوانه المسلمين، أو يستدلّ عليها بمحاريب المساجد، أو غير ذلك من الوسائل التي يمكن بها معرفة اتجاه القبلة؛ ولهذا نص الفقهاء على أن من صلّى في الحضر وأخطأ القبلة، لزمه الإعادة؛ لأنه بإمكانه سؤال من يخبره عن اتجاه القبلة، قال صاحب الروض المربع: وَإِنْ صَلَّى بَصِيرٌ حَضَرًا فَأَخْطَأَ، أَوْ صَلَّى أَعْمَى بِلَا دَلِيلٍ مِنْ لَمْسِ مِحْرَابٍ، أَوْ نَحْوِه، أَوْ خَبَرِ ثِقَةٍ، أَعَادَ. اهــ.
ولا يلزم أن يكون من تسألينه عن القبلة معك في الغرفة وقت الصلاة، وكان بإمكانك أن تسألي أي طالب أو طالبة في الكلية.
وإذا تبين وجود تقصير في هذا؛ فالواجب عليك إعادة الصلوات التي أخطأت فيها تجاه القبلة، إلا أن يكون الانحراف يسيرًا؛ فإنه لا يضر.
والله أعلم.