عنوان الفتوى : التحلل من النذر
السؤال
لقد نذرت لله أن أصوم شهرين غير متتاليين إذا قبلت في الجامعة، وقبلت، وصمت أيامًا قد تبلغ الشهر، وانشغلت بعد ذلك، وحصلت لي ظروف، وتوقفت دراستي تمامًا، وحاولت أن أتذكر كم يومًا تبقى عليّ لكني نسيت، فقد كنت أسجل الأيام في دفتر، وضاع، والذي أتذكره أنها 20 يومًا، ولكني غير متأكدة، فصمت 8 أيام، وبقي 12 يومًا، فهل تجب عليّ كفارة؟ وهل يلزم صيام باقي الأيام؟ فأنا أريد أن أحل النذر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن النذر المعلق يجب الوفاء به إذا حصل الشيء المعلق عليه, كما سبق تفصيله في الفتوى: 205294.
ومن ثم؛ فالواجب عليك الآن صيام شهرين, ولا يلزمك تتابعهما، ولا تجب عليك كفارة بسبب تفريق صيام هذا النذر، وراجعي المزيد في الفتوى: 272839.
ويجب عليك صيام الأيام المتبقية من النذر, فإن جهلت عددها, فإنك تتحرَّين, وتجتهدين في قضاء العدد الذي تبرأ به ذمتك يقينًا, أو غلبة ظن, وليس عليك أكثر من ذلك؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وراجعي المزيد في الفتوى: 70806.
ومن نذر طاعة لله تعالى، وجب عليه فعلها, ولا يجوز له التحلل منها, ولا إبطالها, إلا إذا عجز عنها, فعليه كفارة يمين، كما تقدم في الفتوى: 355384.
مع التنبيه على أن الإقدام على النذر مكروه، ولا يغيّر شيئًا من قضاء الله تعالى، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إن النذر لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل. رواه البخاري, وغيره. وسبق تفصيل ذلك في الفتوى: 56564.
والله أعلم.