عنوان الفتوى : قبول توبة من تكررت ردّته
السؤال
لقد ذكرتم في موقعكم أن خلاف الأئمة في قبول توبة من تكررت ردته، هو في القضاء، وهذا ما ذكره كل العلماء الأجلاء، ولكنني قرأت في شبكة الفتاوى الإسلامية لأحمد حجي الكردي العكس، وكان السؤال: هل يقبل الله توبة من تكررت ردته؟
وقد أجاب: العلماء مختلفون. وقد أشكل عليّ هذا، فأرجو منكم أن تفيدوني بالصحيح الموثوق.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أحدًا من أئمة العلم قال بأن من تكررت ردّته لا تقبل توبته فيما بينه وبين الله تعالى، أي: في أحكام الآخرة، وإنما ذلك في أحكام الدنيا فقط، قال ابن قدامة في المغني: الخلاف بين الأئمة في قبول توبتهم في الظاهر من أحكام الدنيا: من ترك قتلهم، وثبوت أحكام الإسلام في حقهم؛ وأما قبول الله تعالى لها في الباطن، وغفرانه لمن تاب وأقلع ظاهرًا أم باطنًا، فلا خلاف فيه، فإن الله تعالى قال في المنافقين: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 146]. اهـ. وراجع للفائدة، الفتوى: 174601.
والله أعلم.