عنوان الفتوى : حكم قول: "كتب الله على نفسه البقاء"

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

لقد ذكرتم في فتوى رقم: 408625 جواز مقولة كتب الله على نفسه البقاء.
وعبارة (كتب البقاء لنفسه) غير صالحة في حق الله؛ لأنه حي لا يموت؛ فالحياة وصف ذاتي له؛ لا يفتقر إلى كتابة، بخلاف ما يحكم به كونًا أو شرعًا، فتتعلق به الكتابة: فالأمر الكوني، كقوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، [الأنعام:54]، وكما في الحديث الصحيح: (لمَّا قضى اللَّهُ الخلقَ كَتبَ في كتابِهِ فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ: إنَّ رَحمتي سبقَت غضَبي)، وفي الأمر الشرعي كقوله:(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)، [المائدة:45]، وفي الحديث: (إنَّ اللهَ كتَب عليكم الحجَّ).

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله من ناصح خيرًا.

فبالفعل هذه المقولة لا تليق في حق الله تعالى؛ للسبب الذي ذكرت! ولعل المفتي الذي كتب الفتوى السابقة لم يجد فيها نصًّا للمتقدمين، فحمل اللفظ على محمل مرجوح؛ تحاشيًا لتخطئة العامة فيما درج على ألسنتهم مما لا يريدون به سوءًا، ولا نص صريح في منعه. 

وعلى كل؛ فقد قمنا بحجب تلك الفتوى، وننشر هذه الفتوى للتصحيح.

وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك هذا السؤال: قال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، ومِن العبارات المتداولة: كتبَ الله البقاءَ لنفسِه، فهل يجوزُ إطلاق العبارة الأخيرة؟ وما الفرقُ بين ما في الآية وما في العبارة؟

فأجاب قائلًا: قوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، وقولُ القائل: كتبَ اللهُ البقاءَ لنفسِه؛ الكتابةُ في مثل هذا التَّركيب بمعنى: التَّقدير للشَّيء، وإرادة حصوله، والرَّحمةُ في الآية هي الرَّحمة الفعليَّة، التي تكونُ بمشيئتهِ تعالى، وليستْ مِن لَوازمِ ذاته، كقوله تعالى: وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ [العنكبوت:21]، وقوله: إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ [الإسراء:54]. وأمَّا "البقاء" في العبارة المسؤول عنها: فالمرادُ به دوامُ وجوده تعالى، وحياتُه، وصفاتُ كماله، وذلك كلُّه مِن لوازمِ ذاتهِ، ولا تتعلَّقُ به المشيئة؛ وبهذا يظهرُ أنَّه لا يجوزُ أن يقالَ: "كتبَ لنفسِه البقاء"؛ فإنَّ هذا يشبهُ قولَ القائل: "شاءَ اللهُ أن يكونَ حيًّا ويكونَ موجودًا"، فكلُّ هذا لا يجوز؛ لأنَّ ما تتعلَّق به المشيئةُ، لا بدَّ أن يكونَ محدَثًا. اهـ.

https://sh-albarrak.com/article/18050

وسئل الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن القاضي هذا السؤال: تنتشر بين الناس منظومة أبيات عن (فيروس كورونا)، وفيها قول ناظمها عن الله عز وجل:

إن الذي كتب البقاء لنفسه كتب الفناء على الورى قانوناً ...

فهل فيها من محظور؟ أرجو التفضل بجواب يصلح للنشر؛ لأن الناس تداولوها بكثرة.

فأجاب قائلًا: عبارة (كتب البقاء لنفسه) غير صالحة في حق الله؛ لأنه حي لا يموت؛ فالحياة وصف ذاتي له؛ لا يفتقر إلى كتابة، بخلاف ما يحكم به كونًا، أو شرعًا، فتتعلق به الكتابة:

 فالأمر الكوني، كقوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، وكما في الحديث الصحيح: "لمَّا قضى اللَّهُ الخلقَ، كَتبَ في كتابِهِ، فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ: إنَّ رَحمتي سبقَت غضَبي".

وفي الأمر الشرعي، كقوله: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [المائدة:45]، وفي الحديث: "إنَّ اللهَ كتَب عليكم الحجَّ" ... اهـ.

http://www.al-aqidah.com/art/s/1187

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
الله واحد أحد بجميع صفاته
هل يوصف الله تعالى بأنه يتمنى؟
معنى أن الله بذاته نور
مسألة الحدّ لله تبارك وتعالى
لا يماثل الله تعالى شيء في صفات الكمال الثابتة له
أفعال الله تعالى غير مخلوقة وما نشأ عن تلك الأفعال مخلوق
هل كانت الجهات الست موجودة قبل أن يخلق الله الخلق؟
الله واحد أحد بجميع صفاته
هل يوصف الله تعالى بأنه يتمنى؟
معنى أن الله بذاته نور
مسألة الحدّ لله تبارك وتعالى
لا يماثل الله تعالى شيء في صفات الكمال الثابتة له
أفعال الله تعالى غير مخلوقة وما نشأ عن تلك الأفعال مخلوق
هل كانت الجهات الست موجودة قبل أن يخلق الله الخلق؟