أرشيف المقالات

اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} :
توجيه رباني إلى كل مؤمن وأمر إلهي في اتجاه الإصلاح .
اتقوا الله: بفعل المأمور وترك المحظور.
و قولوا قولاً سديداً : موافقاً للحق مجانباً للباطل , بلا تمييع ولا تنطع.
فإن فعلتم ما أمرتم به من التقوى والأمر السديد, نلتم هداية التوفيق فأصلح الله لكم الأعمال والنيات وغفر لكم الذنوب ففي طريق الطاعة لن تجد إلا الفوز والنجاة.
و كلما اختل ميزان التقوى بالوقوع في المحظور أو ترك المأمور قل نصيب العبد من صلاح الأعمال والتوفيق والهداية والأمن والسلامة.
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب 70 – 71]
قال السعدي في تفسيره :
يأمر تعالى المؤمنين بتقواه، في جميع أحوالهم، في السر والعلانية، ويخص منها، ويندب للقول السديد، وهو القول الموافق للصواب، أو المقارب له، عند تعذر اليقين ، من قراءة، وذكر، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتعلم علم وتعليمه، والحرص على إصابة الصواب، في المسائل العلمية، وسلوك كل طريق يوصل لذلك، وكل وسيلة تعين عليه.
ومن القول السديد، لين الكلام ولطفه، في مخاطبة الأنام، والقول المتضمن للنصح والإشارة، بما هو الأصلح.
ثم ذكر ما يترتب على تقواه، وقول القول السديد فقال: { {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } } أي: يكون ذلك سببًا لصلاحها، وطريقًا لقبولها، لأن استعمال التقوى، تتقبل به الأعمال كما قال تعالى: { {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} }
ويوفق فيه الإنسان للعمل الصالح، ويصلح اللّه الأعمال [أيضًا] بحفظها عما يفسدها، وحفظ ثوابها ومضاعفته، كما أن الإخلال بالتقوى، والقول السديد سبب لفساد الأعمال، وعدم قبولها، وعدم تَرَتُّبِ آثارها عليها.
{ {وَيَغْفِرْ لَكُ} مْ } أيضًا { {ذُنُوبَكُمْ} } التي هي السبب في هلاككم، فالتقوى تستقيم بها الأمور، ويندفع بها كل محذور ولهذا قال: { {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} }
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢