عنوان الفتوى : دحض شبهة تأثره صلى الله عليه وسلم بالأحبار والرهبان
كيف يمكن الرد على الشبهة المثارة حول نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- حول تأثره بالأحبار من اليهود والرهبان من النصارى وتلقيه عنهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الشبهة التي تثار حول مقام النبوة من اتهامه عليه الصلاة والسلام بالأخذ عن أحبار اليهود أو رهبان النصارى من الشبهات التي لا تقوم على أساس صحيح، ولا تقوى على الصمود أمام الحقائق الدامغة التي تثبت صدق نبوته عليه الصلاة والسلام، وليس المقام مقام سردها، ولكن نذكر بعض الحقائق التي تدحض هذه الشبهة، ومن ذلك:
أولاً: أن هذه الشبهة قديمة متجددة، فقد اتهم عليه الصلاة والسلام بالأخذ عن رجل رومي بمكة، فأنزل الله تعالى قوله: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل:103].
ثانياً: أنه عليه الصلاة والسلام كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فليس هنالك مبرر لاتهامه بالأخذ عن هؤلاء الناس من خلال ما كتبوه عن دينهم أو عن تلك الكتب السابقة.
ثالثاً: أن بعض أعدائه عليه الصلاة والسلام من قريش قد أقر لهذا الوحي الذي ينزل عليه بأنه من أفصح الكلام وأنه لا يشبه كلام البشر.
رابعاً: أن هذا القرآن الذي أنزل عليه قد كشف ما وقع في الكتب السابقة من تحريف وأباطيل، فلو تلقى شيئاً من هذا الوحي عنهم أو تأثر بهم لما وقع ذلك.
خامساً: أنه لم يثبت في التاريخ أنه قبل نزول الوحي عليه قد التقى بواحد من أحبار اليهود أو رهبان النصارى، بحيث يتمكن من التعلم على يديه والأخذ منه.
والله أعلم.