عنوان الفتوى : المفاضلة بين إدراك تكبيرة الإحرام وإيقاظ الأولاد للصلاة
بارك الله في جهودكم، ونفع بكم الأمة، وجعل عملكم خالصًا له، وأثقل به موازينكم يوم القيامة.
والدي يستيقظ لصلاة الفجر في وقت مبكر، فيؤدي سنة الفجر، وقد يبقى في مصلاه وقتًا يستغفر، ويذكر الله، ثم يخرج للمسجد دون إيقاظ إخوتي للصلاة، وقد توقظهم أمّي، لكنهم لا يستيقظون كما لو أيقظهم أبي، وحين سألته قال: قد أستيقظ متأخرًا، ولو أيقظتهم، فقد تفوتني الركعة الأولى، فهل الأولى أن يبادر للصلاة؛ لئلا تفوته الركعة الأولى، أم إيقاظ إخوتي؟ وما الحكم إذا استيقظ مبكرًا، وخرج دون إيقاظهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن كلا الأمرين محمود، ومطلوب شرعًا؛ الاستيقاظ والتبكير إلى الصلاة في المسجد، وإيقاظ الأولاد للصلاة في وقتها.
والعلماء مختلفون في حكم إيقاظ النائم للصلاة، فمنهم من قال يستحب، ولا يجب، ومنهم من قال: بل يجب إيقاظه، ومنهم من قال: يجب إذا خيف خروج الوقت، وهذا هو المفتى به عندنا، وقد بينا هذا في فتاوى كثيرة، انظر منها الفتاوى التالية: 129250، 67233، 130864.
ونظن أن الأمر أسهل مما تصورينه لنا -أختي السائلة-، فما دام أن والدك يستيقظ مبكرًا -كما ذكرت-، فإن الجمع بين الأمرين ممكن، دون أن تفوته ركعة من الصلاة في المسجد، فيوقظ أولاده بعدما يستيقظ، ثم يذهب إلى المسجد.
ولو فُرِضَ أنه تأخر في الاستيقاظ، ولو اشتغل بإيقاظهم لفاته شيء من الصلاة، فإنه يمكنه أن يوقظهم بعد أدائه الصلاة في المسجد، فإذا صلى في المسجد، رجع إلى البيت، وأيقظهم للصلاة، ما دام الوقت لم يخرج بعد، وأيضًا ما دام أن هناك في البيت غيرُه من يوقظهم للصلاة، فإنه ربما لا يتعين عليه هو إيقاظهم.
وعلى المسلم أن يتقي الله تعالى، ويحافظ على أداء الصلاة في وقتها، فإنها عمود الدِّين.
والله تعالى أعلم.