عنوان الفتوى : هل يبطل ثواب حج من رجع لفعل العادة السرية؟
أنا شاب ابتلاني الله بالعادة السرية، ومشاهدة المواقع المحرمة، ولمدة عشر سنوات، وأنا أقع في هذا الفعل الكبير، رغم توبتي عدة مرات. وفي سنة 2017 سافرت للعمل في السعودية، وهناك أديت فريضة الحج، وعزمت على التوبة، لكن للأسف عدت مرة أخرى بعد أسبوعين فقط من الحج. أنا الآن حزين ونادم، ولا أعرف ماذا أفعل. أنا أتوب وأعود كل مرة لهذا الفعل.
سؤالي: هل عودتي للذنب هذا بعد التوبة يحبط ثواب الحج؟ وبماذا تنصحونني للإقلاع. أنا أكافح منذ سنوات طويلة، والآن وأنا في رمضان جددت النية على التوبة مرة أخرى، ولم أفعلها منذ ستة أيام الآن. الحمد لله، وأتمنى الاستمرار. أرجو جوابكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوب كلما أذنبت، ولا تيأس من التوبة، ولا تمل من تكرارها مهما تكرر منك الذنب؛ فإن ربك -تعالى- غفور رحيم، وإذا تبت توبة صادقة فإن الله يمحو عنك جميع ما سلف من ذنوبك.
وأما ثواب حجك وأعمالك الصالحة كلها فهو باق لا يضيع عليك منه شيء، والتوبة تمحو ما قبلها من الإثم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فتب صادقا، وأقبل على ربك مخلصا، وسله التوفيق والإعانة، واصحب الصالحين، واترك مصاحبة الأشرار والفاسقين، واجتهد في الدعاء، والزم الذكر، وأدم الاستغفار، وابتعد عن أسباب مواقعة الذنب، واشغل وقت فراغك بالنافع لك في دينك ودنياك، وأكثر من صوم التطوع، فإنه نعم العون على كبح جماح الشهوة.
نسأل الله أن يَمُنَّ عليك بالتوبة النصوح.
والله أعلم.