عنوان الفتوى : تخيير المرأة زوجها بينها وبين زوجته الأخرى.. المحاذير.. والعلاج

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله خيرا على ما تقدمون في هذا الموقع للإسلام والمسلمين.
أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات، ولديَّ -بفضل الله- ثلاثة أطفال أكبرهم في السابعة من العمر، تزوج زوجي عليَّ الزوجة الثانية أثناء حملي الأخير، وكان زواجه لها عن طريق الإنترنت طوال عامين كاملين بدون أطفال بينهما، ثم طلقها قبل سبعة أشهر لأخلاقها والأنانية عندها، وهي من ألحَّت بالطلاق تهديدا له بذلك، وبعد أن طلقها كانت تحاول أن يرجعها، ولأنه كان حزينا منها لم يرجعها حتى انتهت العدة، وقبل شهرين من الآن أخبرني أنه سيراجعها؛ لأنه يحبها، ولا يستطيع العيش بدونها، فأرجعها بعقد جديد، ولكن هي رأت صورا لنا، أنا وهو والأطفال قبل أن يعرفها، وأنا بنقابي الكامل في الصور، وبعد أن رأتها، خيَّرته، وقالت: إذا أردت زوجتك فعِش معها، ولكن طلقني، بالطبع زوجي اختارها، ويقول أنا جرَّبت الحياة بدونها، وقلبي لا يتحمل. عِلمًا أني حاليا في بلاد غير مسلمة، تغربت معه أنا وأطفالي، والآن يريد أن أكون أنا المسؤولة عن الأطفال، وهو يعيش معها، ويأتي لنا في أوقات متباعدة من أجل الأطفال فقط، كما وعدها بذلك خوفا على غضبها. هل تخييرها بيني وبينها جائز؟ وهل هذا من حقها؟
أرشدوني أرشدكم الله. أنا بعيدة عن أهلي، وفي بلد غربة، وهو يريد الانفصال من أجل طلبها فقط. كيف أتصرف؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يهدي زوجك، ويصلحه، ويلهمه رشده، وأن يهيِّئ لكما ما فيه الخير والصلاح.

واعلمي أنّ تخيير المرأة زوجها بينها وبين زوجته الأخرى غير جائز؛ لأنّه دائر بين سؤال الطلاق لغير مسوّغ، وبين سؤال تطليق الزوجة الأخرى، وكلاهما منهي عنه شرعًا، فعن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، فإنما لها ما قدر لها. صحيح البخاري.
ونصيحتنا لزوجك إذا كان لم يطلقك أن يتقي الله، ويمسكك، ولا يطلقك، وأن يعاشرك بالمعروف، ويعدل بينك وبين زوجته الأخرى.
ونصيحتنا لك أن تتفاهمي مع زوجك، وتسأليه المعاشرة بالمعروف، والعدل في القسم، فإن أبى ذلك، فلك أن تسقطي له بعض حقوقك من القسم أو النفقة حتى لا يطلقك. قال تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء: 128].
وقد وهبت أم المؤمنين سودة بنت زمعة يومها وليلتها لعائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- تبتغي بذلك رضا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- والحديث متفق عليه.
وإذا لم يكن هناك سبيل إلا الطلاق، ففوضي أمرك إلى الله، وتوكلي عليه، وأحسني ظنك به، فليس الطلاق شرًا في كل الأحوال، قال الله تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ [النساء: 130].

قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا، فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. انتهى.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
هل يسقط حق الزوجة في القسم بسبب امتناعها عن القدوم إليه لرعاية الأولاد؟
إيذاء إحدى الضرائر الأخرى وسلبية موقف الزوج
تنازل الزوجة عن بعض حقوقها طواعية
الزوجة الثانية المقيمة في بلد آخر، إذا حضرت لبلد الزوج يجب عليه العدل في القسم بينها وبين الأولى
التفاضل بين التعدد والاقتصار على زوجة واحدة
عقد على فتاة ثانية ويخاف أن يظلم الأولى والثانية
حكم وطء الزوجة نهارا في بيتها في دور ضرتها التي في العمل
لا إثم في عدم إخبار الزوجة بالزواج بأخرى
كيفية التسوية في القسم إذا كانت الزوجتان في بلدين مختلفين
الزواج على المرأة التي لا تصل أمّ زوجها
كيفية القضاء للزوجة الأخرى في المبيت
هل يلزم الزوج تعويض زوجته الأولى عند بقاء زوجته الثانية معه في المستشفى؟
حق المبيت لا يسقط
سقوط حق المرأة في القسم بسبب خيانتها
لا إثم في عدم إخبار الزوجة بالزواج بأخرى
كيفية التسوية في القسم إذا كانت الزوجتان في بلدين مختلفين
الزواج على المرأة التي لا تصل أمّ زوجها
كيفية القضاء للزوجة الأخرى في المبيت
هل يلزم الزوج تعويض زوجته الأولى عند بقاء زوجته الثانية معه في المستشفى؟
حق المبيت لا يسقط
سقوط حق المرأة في القسم بسبب خيانتها