أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أسباب التفكير المستمر والمتشابك وعلاجه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب أواجه مشكلة، وهي التفكير المستمر في العمل أو الدراسة أو العائلة، والمشكلة أني لا أقوم بفصل كل شيء على حدة، أي في حالة انتهاء العمل وذهابي إلى المنزل لا يزال تفيكري مستمراً في العمل ومشاكله، فكيف أفصل كل شيء على حدة؟!

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن نوعية هذا التفكير المستمر والمتشابك يدل على وجود قلق نفسي بسيط لديك، هذا القلق ربما يكون حالة عارضة أو ربما يكون جزءا من التكوين النفسي لشخصيتك.

ومثل هذه الحالات لا نعتبرها أمراضا نفسية وإنما هي ظواهر نفسية، والإنسان في بدايات مراحله العملية قد يجد أن الأفكار لديه تتداخل، يجد صعوبة شديدة في الفصل بين متطلبات العمل والأسرة والحياة الاجتماعية، وكثير من الناس قد ينقل همومه من مكان العمل إلى البيت والعكس صحيح.

فأريدك أن تفكر في عملك بصورة إيجابية، عليك أن تستشعر أن العمل هو قيمة، وقيمة إنسانية رفيعة، ولكن في نفس الوقت تقول لنفسك: (أنا يجب أن لا أحمل هموم عملي معي للمنزل، لأنني لا أقصر في عملي، وأقوم بإجادته وأدائه على الوجه المطلوب وعلى الوجه الذي يُرضي الله تعالى أولاً ثم يرضيني).

مثل هذا الحوار الداخلي مع النفس يجعلك إن شاء الله تقلل من هذا التشابك الذي يحدث في تفكيرك، وبنفس المقاييس حين تذهب إلى المنزل أو تكون منسجماً في أي نشاط اجتماعي، يجب أن تستمتع بهذه اللحظات، يجب أن تفكر في الأمور بصورة إيجابية، ولا تجعلها تختلط بالنسبة لك.

وأنصحك أن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة مهمة وفعالة، وقد تستغرب ما الذي يجعل الرياضة فاعلة في مثل هذه الحالات؟ أنا أقول لك إن الرياضة تؤدي إلى إفراز مواد كيميائية ذات طابع ونفع إيجابي على النفس البشرية، تؤدي إلى الاسترخاء وتؤدي إن شاء الله إلى راحة البال، وهذا في حد ذاته يحسن من التركيز ويحسن من الثقة بالنفس، فكن حريصاً على ذلك أيها الفاضل الكريم.


أطلب منك أيضاً أن تنظم جدولا لإدارة وقتك، حاول أن تخصص لكل شيء ولكل فعل ولكل نشاط وقته المعين، ولابد أن يكون هناك نوع من التداخلات فيما يخص هذه الجدولة الزمنية، ولكن الشخص الذي يحاول أن يدير وقته بصورة جيدة وفاعلة وصحيحة يحس في نهاية الأمر بسعادة كبيرة، ويأتيه الشعور الإيجابي الذي يجعله يطور من ذاته ويصل إلى قناعات بأنه إنسان فعال.

ولا مانع أن أصف لك دواء بسيطاً يساعد في القضاء على القلق بصفة عامة، خاصة نوع القلق الذي يجعل الإنسان يحمل هموم العمل أو الحياة الاجتماعية أو الأسرية، ويجعل الأمور متداخلة ومختلطة. الدواء يعرف تجارياً باسم (فلونكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، وهو متوفر بفضل الله تعالى في المملكة، ولا أعتقد أنه يحتاج لوصفة طبية.

يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) في الصباح لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله، وهو من الأدوية البسيطة والبسيطة والجيدة والفعالة.

سوف يكون أيضاً من الجيد لك أن تطبق بعض تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، هذه التمارين جيدة وفعالة لامتصاص القلق والتوتر الداخلي.

ولتطبيق هذه التمارين قم بالتالي:
1) الاستلقاء على كرسي أو الاضطجاع على سرير في غرفة هادئة بعيدة عن الضوضاء والإزعاج، وأن تكون الإضاءة خافتة إذا كان الوقت ليلاً.
2) أغمض العينين وفتح الفم قليلاً.
3) التفكير في حدث سعيد وجميل مر على الإنسان في حياته.
4) أخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف.
5) جعل الصدر يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً.
6) إمساك الهواء في الصدر لفترة قليلة.
7) إخراج الهواء أيضاً بكل تدرج وبطء وقوة كأنه يخرج من الحجاب الحاجز، وجعل الهواء يخرج بسلاسة عن طريق الفم.

كرر هذا التمرين الذي يتكون من الشهيق والزفير، ولكن بصورة معينة، كرره خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، وسوف تجد منه إن شاء الله فائدة كبيرة، ولا مانع أن تمارسه بعد ذلك عند اللزوم، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من الوسوسة بالأمراض والموت، فما العلاج؟ 3526 الاثنين 17-08-2020 05:13 صـ
أعاني من اضطرابات في النوم وأعراض أخرى، فهل ما أعانيه عضوي أم نفسي؟ 1480 الاثنين 17-08-2020 04:29 صـ
ما سبب الشعور بالخدر في اليدين وضعف الرؤية؟ 946 الاثنين 17-08-2020 04:30 صـ
أعاني من قلق وخوف بدون سبب. 2942 الاثنين 17-08-2020 05:09 صـ
أوقفت السيبراليكس بعد ثلاثة أيام من تناوله، فهل ما يحصل معي أعراض انسحابية؟ 626 الاثنين 17-08-2020 01:27 صـ