عنوان الفتوى : الخروج من الدين ردة
لا إكراه في الدين، فلماذا نقتل المرتدين؟؟؟ سمعت أن هناك فرقا بين الخروج من الدين والخروج على الدين، أحدهما ردة توجب القتل، والأخرى لا، فما صحة هذا الخبر؟ ... منشور في موقع islamonline
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يصح الاحتجاج بالآية الكريمة: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين [البقرة: 256]. على عدم قتل المرتد، لأن الآية تتحدث عن موقف المسلمين من الكافر الأصلي، والمرتد مسلم فارق الجماعة، ومما يبين ذلك: سبب نزول هذه الآية: وهو أنه لما أجلي بنو النضير -وكان فيهم من تهود من أبناء الأنصار- قالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله "لا إكراه في الدين" رواه أبو داود والنسائي . ومعنى الآية: أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام، فإنه بيّن واضح، جلية دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، قاله ابن كثير في تفسيره. أما قتل المرتد عن دينه المفارق لجماعة المسلمين، فهذا حكم الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه. رواه البخاري وقال: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث:.... والتارك لدينه المفارق للجماعة. وقتل المرتد مشروط بالاستتابة، فقد دعا أبو موسى الأشعري يهوديا أسلم ثم تهود عشرين ليلة أو قريبا منها، فجاء معاذ فدعاه فأبى، فضرب عنقه. متفق عليه، واللفظ لأبي داود. أما لماذا يقتل؟ فلأن الإسلام دين الله، والداخل فيه بينه وبين المسلمين عقد اكتسب من خلاله حقوقا ولزمته واجبات، وإخلاله بما قبل به في الإسلام يلزمه تحمل تبعات فعله، فالإسلام ليس محلا للعبث، والخارج منه لاعب عابث مشكك. ولو تتبع السائل قوانين الدول الوضعية المعاصرة لوجدها تعاقب من خرج عليها بالإعدام أحيانا أو السجن المؤبد، فكيف يحتج على الإسلام بقتل المرتد عنه وهو دين الله إلى الثقلين!! أما الفرق بين عبارة الخروج من الدين وبين عبارة الخروج على الدين: فالعبارة الأولى تقصد بها الردة، والعبارة الثانية، يقصد بها مخالفة الدين أصالة، وعدم الدخول فيه لحظة. والله أعلم.