عنوان الفتوى : حكم تهريب الزوجة من بلد الزوج لدفع الضرر عنها وتطليقها
بحثت في معظم فتاواكم، ولكن لم أجد جوابا واضحا. وأرجو منكم مشكورين منحي البيان في أمري هذا. تزوجت أختي من رجل في بلاد ليست بلادنا، على العديد من الشروط والوعود. ومنها: أن ترى ابنها (من زواجها الأول) مرة واحدة في السنة، وأن يسدد لها مهرها المكتوب مقدما، وأن يشتري لها شقة كمؤخر، وأن تحيا حياة كريمة تليق بما عهدته في أهلها، وبما يدعي أنه أهل له. وبعد 5 سنوات من الزواج، وهي حامل بالمولود الثاني، وتعاني جسديا ونفسيا جدا من هذه العلاقة المليئة بالكذب والخداع والظلم، بل وتعيش تحت التهديد الجسدي والأخلاقي، ومشاكلهما هي: 1- بخل شديد جداً، فهو يملك المال على حسب زعمه، ولكنه لا ينفق على بيته بالحد الأدنى من متوسط معيشة أهل البلد، بينما يشتري لنفسه كل فترة ملابس جديدة، ويهتم بهندامه ومظهره فقط، ويهمل زوجته وابنته. 2- لا يؤمن احتياجات البيت، وللتوضيح: ربما تجلس أختي وابنتها تنتظر يوماً كاملاً ليعود معه قطعتا خبز وجبن، وقارورة ماء واحدة. 3- لم يتم تنفيذ أي من الوعود التي بينهما، ويختلق المشاكل عند كل نقاش، ويصنع منه أمراً كبيراً؛ لكي يتجاوز تنفيذه للأساسيات. 4- أحضر ما يسمى بالـبلطجية، وتهجموا على بيت والدها وأهلها من خلال أفراد عائلته، وهو يعلم أن والدها يصارع مرضا عضالا، والبيت في حالة صعبة لمثل هذه الأمور، وهذا زاد الفجوة بينهما. 5- اكتشفت عدة مرات علاقات غير شرعية له مع نساء على الإنترنت، وعلى الهاتف، وأنه يغيب عن البيت فترات دون أن تعرف أين هو وماذا يعمل؟ ولا يعلمها سوى "كنت في العمل" 6- طلبت منه الانفصال، فبدأ يهددها بالسجن لها ولأهلها، ويهددها أن عليها أن تدفع له إيجار البيت طول مدة الزواج، وثمن الطعام الذي أكلته، وأن تسقط عنه ما عليه، وتدفع ما يوازيه فوق ذلك. وأكبر تهديد هو أنه يهددها بأن يأتي البلطجية لها ولبيت أمها، وإذلالهما وضربهما وهذا ما يجعلها تمرض وتكتئب، ويهددها أنه سوف يأخذ الأولاد للقرى عند أهله، ويحرمها منهم، وسوف يجعل الخدم يربونهم، وهي تخاف على الطفلة كثيرا. كان لأختي فرج وحيد أول 3 سنوات ونصف، وهو وجود بيت والدها ووالدتها بالقرب منها، فهي تقضي يوميا عندهم بضع ساعات تتغذى وتلعب ابنتها، وهو أيضاً يأتي صباحا لإيصالها فيفطر عندنا، ويأتي مساء للعشاء ومن ثم يأخذها للبيت. ولكن بعد وفاة والدي -رحمه الله- لم يعد ممكنا استقباله، وبعدها زادت المشاكل أكثر بسبب أنه أصبح مضطرا لأن يشتري للبيت الطعام، وبالتالي أصبحت تذهب لبيت أهلها لتأكل؛ لأن بيتها لا طعام فيه، وهو يأكل خارج البيت، وهذا غيض من فيض. أختي كارهة له بمعنى الكلمة، وهي مقصرة معه بحق الله الشرعي؛ لأنها لا تستطيع تحمله وكذبه، وسوء خلقه ونفاقه. ولقد قمنا بالعديد من جلسات الصلح والتي تنتهي باتفاق لا يستمر ليومين، بسبب الخداع والنفاق. ولقد أنفقنا الكثير على احتياجات ابنتنا، ولكن إلى متى وكيف حالها بعد غيابنا؟ وبالذات أن والدتنا وأختنا سوف تغادران ذلك البلد. أنا كشخص أستطيع إخراج أختي وابنتها من ذلك البلد. وسؤالي هو: إذا كنا يائسين من الصلح الذي أمرنا الله به، واجتهدنا وعملنا عليه بشكل مستمر لـ 5 سنوات، ولا أمل في الإصلاح وهي متضررة منه بشكل كبير، وكنا ضعفاء في ذلك البلد الذي لا قانون فيه، ونحن نعلم أنه سيئ النفوذ ولا يستخدمه إلا في السوء. فهل إخراجي لأختي من البلد وابنتها دون علمه، ومن ثم توكيل محامي من خارج البلد للعمل على الطلاق بحسب الأصول. هو أمر جائز؟ وأؤكد على أن بلدهم فيها ظلم شديد، وإذا فعلنا أي شيء ونحن في داخلها فمن السهل عليه توريط أي فرد من عائلتها بأشياء سيئة، وهو من النوع الذي يستطيع فعل هذا، ولقد افتخر عدة مرات أمامنا بفعلها هو وجماعته، ولقد جربنا سوء فعله سابقا بإحضار البلطجية، ولم يجرؤ أحد في الحي على إيقافهم لا قانونا ولا عرفا. نحن وجميع من عرف تفاصيل حياتها، مقتنعون بأن الطلاق هو الحل، ونحن كإخوة لها لا مانع لدينا من حمايتهما ورعايتهما بما يرضي الله، وبحسب شريعته، علما أنني اطلعت على الفتوى رقم:73650 وأجدها تنطبق على أختي، ولكن لم يذكر فيها عن الزوجة في بيت زوجها واطلعت على الفتاوى أرقام: 27381 و2019 و3484 وهي مطابقة لوضع أختي، فهي متضررة جدا وصبرت كثيرا ولم يعد أمامنا سوى طلب الخلع أو الطلاق. ولكن سؤالنا: هل إخراجها من البلد، ومن ثم طلب الطلاق، خطأ وذلك لتأمينها جسديا، ولمنعه من إيذائها أو تسلطه لمنع الطلاق بالأفعال المسيئة؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ زوج أختك ظالم لها ولأهلها، ومقصر فيما يجب عليه من النفقة والمعاشرة بالمعروف، ومن حقّ أختك أن ترفع أمره إلى القضاء؛ ليلزمه بالمعاشرة بالمعروف، أو الطلاق بسبب الضرر.
أمّا أن تأخذ أختك وهي في عصمة زوجها وتهرب بها دون إذنه، فهذا غير جائز؛ لأنّ الأصل وجوب بقاء الزوجة في بيت زوجها، وعدم جواز خروجها أو سفرها دون إذنه، إلا إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لرفع الضرر عنها، فيجوز حينئذ.
والذي ننصحك به أن تعرض المسألة على أهل العلم الموثوق بعلمهم ودينهم في هذا البلد، العارفين بحاله، ليدلوك على التصرف الصحيح شرعاً فتعمل به.
والله أعلم.