عنوان الفتوى : من أسماء السور
بسم الله الرحمن الرحيم لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن، وسورة الرحمن بعروس القرآن، وسورتا البقرة وآل عمران بالزهراوين، ووصفت سورة الإخلاص بأنها تعدل ثلث القرآن، وسورة العصر لو لم ينزل غيرها لكفت المسلمين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن، منها الصحيح ومنها الضعيف ومنها الموضوع، والمحظور هو رواية الأحاديث الموضوعة دون بيان حالها، أو العمل بمقتضاها، وما سوى ذلك فلا حرج على المسلم في العمل بها ولو كانت ضعيفة ما دامت في فضائل الأعمال، وعلى هذا أكثر أهل العلم، وما ذكره السائل من سور نلخص الجواب عنه في النقاط التالية: أولاً: الحاديث المذكور في أن يس قلب القرآن، حديث ضعيف رواه أحمد وغيره، وراجع الفتوى رقم: 27354 ففيها فوائد جمة. ثانياً: الحديث الدال على أن سورة الرحمن عروس القرآن، قال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة: منكر، وراجع الفتوى رقم: 16655. ثالثاً: وأما عن تسمية سورتي البقرة وآل عمران بالزهراوين فقد قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما. انتهى. رابعاً: أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وقد بينا صحة الحديث الوارد في ذلك مع بيان معناه أتم بيان في الفتوى رقم: 24495، والفتوى رقم: 35363. خامساً: قال الإمام الشافعي رحمه الله عن سورة العصر: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. انتهى من تفسير ابن كثير، ومعنى كلامه رحمه الله -أنها اشتملت على بيان سبيل الفلاح وسبيل الخسران، فسبيل الفلاح هو الإيمان بالله تعالى وعمل الصالحات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك، وترك ذلك هو سبيل الخسران والضياع، قال الشاعر: وأتبع العلم بالأعمال وادع إلى === سبيل ربك بالتبيان والحكم واصبر على لا حق من فتنة وأذى === فيه وفي الرسل ذكرى فاقتده بهم فاشتملت هذه السورة على ما يسع كل الناس من العلم والعمل والدعوة إليه، والصبر في سبيل ذلك، وراجع الفتوى رقم: 16596، والفتوى رقم: 3435. والله أعلم.