عنوان الفتوى : واجب الزوج عند وقوعه في بعدم التوفيق في حياته الزوجية
أنا زوج جامعي، وزوجتي جامعية، وأنا مغترب في إحدى الدول العربية للعمل، وأعود إلى زوجتي كل عام إجازة قدرها ثلاثة شهور. خلال هذه الإجازة وفي كل مرة أعود فيها للإجازة تتعامل معي زوجتي بطريقة غريبة، كثيرا ما تغضب مني لأتفه الأسباب، وتبالغ في غضبها، ويحدث كثيرا عصيانها لبعض ما أطلبه منها - أشعر أنها تشعر بالضيق في وجودي رغم أنها تحبني جدا، وقد اعترفت لي هذه المرة أنها تغضب كثيرا مني، وتشعر بالضيق من ناحيتي بدون ذنب مني، مما جعلني أفكر هل ممكن يكون فيه أي نوع من أنواع الحسد، أو العين، أو المس الشيطاني، أو سحر التفريق بيننا. هناك بعض الأعراض سأوضحها ربما تساعدكم في تشخيص حالتنا. 1- الغضب الزائد على أتفه الأسباب أحيانا بيننا. 2- أحيانا كثيرة أفكر أنا في الطلاق، وأنه الحلّ الأمثل لفض النزاعات مع أن الزوجة لا يساورها هذا التفكير. 3- قلة عدد مرات المعاشرة الزوجية بشكل غير طبيعي على الرغم من أنني بعيد عن زوجتي عاما كاملا، ومن الطبيعي ألا يحدث ذلك. 4- أوقات أشعر بعدم الرغبة في تدقيق النظر في وجه زوجتي. 5- في بعض الأحيان التي أكون غاضبا فيها من زوجتي لا أرغب حتى في سماع اسمها. 6- يحدث كثيرا أنني أتمنى في داخلي موتها حتى أستريح من غضبها المتكرر لأتفه الأسباب. 7- أيضا قدرتي الجنسية في وجود زوجتي تكون ضعيفة جدا؛ على الرغم من أن عمري 35 سنة، لكن رغبتي الجنسية في غيابي عنها تكون طبيعية جدا، وزائدة عن الحد. الملحوظة المهمة الأخيرة: كلانا يحب الآخر جدا، ولا يتخيل العيش بدونه، لكن كثرة ضيق كل منا تجاه الآخر في تواجدنا ورجوعنا للوضع الطبيعي في حالة غيابي عنها جعلنا نفكر هل هناك أمور خارجة عن إرادتنا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح بينك وبين زوجتك، ويصرف عنكما السوء، أما تفسير أو سبب تغيّر زوجتك، وما يحصل من النفور والغضب ونحوه. هل هو ناشئ عن سحر أو غير ذلك، فلا علم عندنا فيه، ولسنا مختصين بمعرفة أعراض هذه الأدواء وعلاجها، لكن الذي ننصحكم به هو التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، والدعاء مع حسن الظن بالله، ولا بأس بالرجوع إلى الثقات من المعالجين بالطرق المشروعة. راجع الفتويين التاليتين: 2244 ، 10981.
واعلم أنّ العبد إذا شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فينبغي عليه أن يتهم نفسه، ويحدث توبة إلى الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: ... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ. قال ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- : فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. اهـ من جامع العلوم والحكم.
قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. اهـ
والله أعلم.