عنوان الفتوى : العراق والفتن
هل هناك حديث يفيد بأن العراق أرض فتن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى ? الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما عن أبيه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم انفتل فأقبل على القوم فقال : اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مُدّنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يا رسول الله، فسكت، ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في حرمنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يا رسول الله، قال: من ثَم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن. ولا يعني هذا الحكم على أحد بعينه بمدح أو ذم تبعا للمكان المدعو له أو المسكوت عنه، فكم أنجبت العراق وما حولها من الرجال الأفذاذ والأئمة الكبار والقادة الفاتحين والدعاة المصلحين والعباد الزاهدين -كغيرها من البلاد- مما لا يعد ولا يحصى، بل إن نصيب العراق من إنجاب الخيرين الأفذاذ كان أكبر من نصيب غيرها غالبا. وقد ورد في أحاديث أخرى الدعاء للعراق مع غيرها من البلاد. ففي مسند الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونظر إلى الشام فقال : اللهم أقبل بقلوبهم، ونظر إلى العراق فقال نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق ففعل ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك لنا في مدنا وصاعنا . ومثله في الأدب المفرد عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر نظر نحو اليمن فقال : اللهم أقبل بقلوبهم، ونظر نحو العراق فقال مثل ذلك، ونظر نحو كل أفق فقال مثل ذلك وقال: اللهم ارزقنا من تراث الأرض وبارك لنا في مدنا وصاعنا . وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة فيها الإشارة إلى أن جهة المشرق تظهر منها الفتن والزلازل، ولتفاصيل ذلك وأقوال العلماء فيه نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 3576. والله أعلم.