عنوان الفتوى : صنع اللحم والمواد الغذائية بتقنية النانو.. رؤية شرعية
ما حكم قول العلماء بأنهم سيتمكنون من صنع لحم، بواسطة جزيئات النانو؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن لا علم لنا بهذا الأمر إلا من خلال ما كتب حول هذه المسألة من أبحاث، أو مقالات على مواقع الشبكة العنكبوتية، وغيرها من بعض العلماء والباحثين.
وقد ذكروا أن التكنولوجيا المجهرية الدقيقة، تقوم على دراسة المبادئ الأساسية للجزيئات والمركبات المتناهية الصغر، ويعتمد مبدأ هذه التقنية على التقاط الذرات متناهية الصغر لأي مادة، والتعامل معها، وتحريكها من مواضعها الأصلية إلى مواضع أخرى، ثم دمجها مع ذرات لمواد أخرى؛ لتكوين شبكة بلورية نانوية الأبعاد، متميزة الخواص، عالية الأداء.
وقد جاء في نشرة (التكنولوجيا النانوية) لمنظمة الصحة العالمية، تعريفها: بأنها تصميم وإنتاج، وتطبيق البنى والأجهزة والنظم والمواد، بتحجيم المواد، والتحكم في شكلها، بحيث لا يزيد حجمها على حجم الذرة والجزيء. اهـ.
ولهذه التقنية تطبيقات حديثة كثيرة جدا، في مجالات متعددة، ومنها مجال الإنتاج الغذائي، حيث تسعى بعض الشركات المشهورة لاستخدام هذه التقنية في إنتاج الغذاء، عوضا عن جني الحبوب، وتربية المواشي، بهدف الحصول على الكربوهيدرات والبروتينات باستخدام النانو بوت (Nano bots) التي تستطيع أن تجمع شرائح اللحم أو الطحين من ذرات الكربون والهيدروجين والأكسجين الموجودة في الهواء، في صورة ماء وثاني أكسيد الكربون. كما جاء ذلك في عدة ورقات بحثية (راجع بحث: النانوتكنولوجي في الصناعات الغذائية. وبحث: تطبيقات تقنية النانو. وبحث: النانو تكنولوجي وتطبيقاته في المستقبل).
والمقصود أن المسألة مسألة علمية بحثية بحتة، ولا تتعلق بادعاء خلق الأشياء مثلا، أو إيجادها من العدم، وإنما هو تعامل مع مواد موجودة في الطبيعة بطرق حديثة؛ لاستخراج، أو إنتاج ما يحتاج إليه الإنسان من غذاء أو دواء، أو أدوات أو تصميمات. ولا يخفى أنه ما دامت تلك المواد التي يتم التعامل معها مباحة، وليس فيها مكون محرم؛ فإن المنتج يبقى مباحا، ولا حرج في الانتفاع به.
والله أعلم.