عنوان الفتوى : نصائح للمبتلى بوساوس الكفر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

شيوخنا الكرام، أعيش حياة، الله وحده يعلمها. فأي كلام أقوله، أخاف أن يكون فيه شرك -معاذ الله- فالحالات كثيرة ومتعدد، أذكر هاتين الحالتين، وأتمنى أن ترشدوني إلى حكمهما؛ فأنا حائر: -وأنا عائد من العمل، وأنا أتكلم وأفكر في الآخرة، قلت لفظا: (أخرجت الدنيا من حياتي أو من عقلي، أو ما معناه) فهل في هذا شيء في ذمتي وهل هو إلزام؟ وهل إذا فكرت في أمر من الدنيا أكون قد نقضت ما قلته، وبالتالي أكون مسيئا. -عندما أقرأ عن حرمة ابتذال كل ما فيه ذكر الله، أصبحت أحاول أن أجمع ما أقدر عليه من الأوراق المرمية وأقوم بحرقها، إذا كانت تحتوي على اسم من أسمائه عز وجل. لكن سؤالي هو: عندما كنت راجعا إلى البيت، رأيت بقايا جرائد داخل حديقة محاطة بسياج، وكنت مستعجلا، وكان داخلا، وكان داخل الحديقة شاب، وقلت له وهذا هو سؤالي (قم بحرقها، ولك حسنة كبيرة) لكن خفت من هاته الجملة، رغم أن نيتي هي تشجيعه على عدم ترك الجرائد، خاصة وهي في مكان فيه قذارة. ومن بعد ما قلت له الجملة بين القوسين، أبدلتها وقلت احرقها ولك إن شاء الله حسنة. فهل قولي (قم بحرقها ولك حسنة كبيرة) فيه شيء من الشرك -معاذ الله-؛ لأن الأمر بيد الله، وهو من يعطي الحسنات؟ وكذلك هل في وصف الحسنة بالكبيرة شيء؟ ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمن البين في سؤالك أنك مصاب بالوسوسة، فننصحك بصرف ذهنك عن الاسترسال مع الشيطان في الوساوس، وأن تعمر وقتك، وتوظف طاقتك في التعلم والتكسب، والدعوة إلى الله تعالى.

وابحث عن صحبة صالحة تعينك على البر والتقوى، ولا تكثر الانفراد بنفسك، ولا تلتفت لما يخيل لك الشيطان من أنك وقعت في الشرك، فمن ثبت إسلامه بيقين، فإنه لا يزول إلا بيقين، إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان, فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول أو بفعل، أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفرًا أكبر مخرجًا من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر, ومع ذلك فلا يحكم بكفر المعين، إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا. وصاحب الوساوس  الذي يلعب به الشيطان، لا يعد مختارا.

والله أعلم.