عنوان الفتوى :
لدي وسواس الصيام، والمشكلة هي النية بالإفطار، حيث تأتيني الفكرة مرارا وتكرارا على هيئات متعددة، جاءني شعور غثيان فقلت في نفسي الاستفراغ يفطر إذا كان عمدا، فتجاهلت الفكرة، ثم تأتيني في أنني قطعتها وحولتها سنة، فتجاهلت الفكرة، وأشعر دائما بشيء في فمي من بقايا الطعام مع أنني أفرش كثيرا وأتمضمض.. فقررت البلع حتى أتغلب على الوسواس، فبلعت متعمدة وأحسست أنني قررت الفطر حينما ابتلعته، ولكنني تجاهلت ذلك.... فإذا كنت أتمضمض وجمعت الماء بعيدا عن الحلق لأبلع فقط ، فما الحكم إذا دخل شيء دون قصد مع أنني متعمدة؟ وما حكم صيامي في الحالتين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانين, وأن يزيل همك, وأن يفرج كربك, والذي يظهر من سؤالك أن داء الوسواس قد تمكن منك وبلغ منك مبلغا عظيما، وعليكِ لكي تتخلصي من هذا الداء أن تأخذي بأسباب العلاج، وأن تجتهدي في ذلك غير مستسلمة لتلبيس الشيطان، فإنه لا يريد إلا الإضرار بك، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس جملة، وألا تلتفتي إليها وألا تعيريها أيّ اهتمام، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وبخصوص التردد في قطع نية الصيام, فإنه لا يؤثر على صحته, كما ذكرنا في الفتوى رقم: 314548.
كما أن الشك في ابتلاع بعض ماء المضمضة لا يبطل صيامك, فالأصل صحة الصيام، ولا ينتقل عن هذا الأصل، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 224611.
فتبين مما سبق أن صيامك صحيح على كل حال, ولا يلزمك شيء.
والله أعلم.