عنوان الفتوى : من الأدعية المأثورة في قضاء الدَّين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج في الدعاء بهذا، ولا شك في عظيم فائدة الدعاء، وأنه يشرع أن يدعو المسلم ربه بما أراد من خيري الدنيا والآخرة، مما يجوز أن يدعو به، وترجى له الإجابة، ما لم يدع بإثم، أو قطع رحم.

ولا شك أن من أسباب قبول الدعاء، وتيسير الأمور، الاستغفار، والثناء على الله، وحمده، وتكبيره، وتوحيده؛ لقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-12}، وقوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الأنفال:45}، وقوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد يدعو بدعاء، إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم. رواه أحمد، والترمذي.

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم.

ولا ريب أن الأفضل للمرء حين يدعو أن يلتمس أدعية القرآن والسنة، ويكتفي بهما، ففيها الخير، والبركة، والكفاية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول السيدة عائشة ـ رضي الله عنها: يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني.

ومن الأدعية المأثورة في قضاء الدين، ما في الحديث عن علي ـ رضي الله عنه: أن مكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي، فأعني، قال؛ ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل ثبير دينًا، أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه أحمد، والترمذي، والحاكم، وصححه الحاكم، وحسنه الأرناؤوط، والألباني.

وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة، والإنجيل، والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر.

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به، لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا؛ لأداه الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد، كما قال المنذري، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب. 

والأولى في الاستغفار العام الالتزام بما في دعاء إبراهيم الوارد في قوله تعالى: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {إبراهيم:41}.

ثم إن حقوق المظلوم يفصل فيها، فإن كانت مالًا وجب رده للمظلوم، أو استحلاله منه.

وأما الحقوق المعنوية -كالغيبة- فيجزئ -على الراجح- الدعاء للمظلوم، والاستغفار له.

والله أعلم.