خيارات وتداعيات ما بعد المجزرة - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
لندن تدعو إلى رفع الحصار عن غزة!!
أوباما يتصل بإردوغان ويدعو إلى تحقيق "شفاف" عن حادثة أسطول
الحرية!!
وزراء الخارجية العرب يرفعون موضوع "كسر" الحصار عن غزة إلى مجلس
الأمن الدولي ويطالبون بتحقيق دولي!!
العرب يرحبون بقرار مصر فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى!!
إردوغان يبحث مع مجلس الأمن القومي التركي الرد على الهجوم على
الأسطول وقتل الأتراك على متنه..
......أخبار كثيرة لم تكن متوقعة من قبل، ومواقف غريبة كثيراً على أصحابها، وقرارات لم تكن في الحسبان، أفرزتها الحماقة الصهيونية في المياه الدولية بالبحر المتوسط، والخبراء يرصدون جملة من الإخفاقات التي لحقت بالسياسة الصهيونية جراء هجومها البربري على العزل في عرض البحر دون أي غطاء أو مبرر قانوني، وبما يتجاوز حدود القرصنة المعتادة في البحار، لكن الأمور مع ذلك لن تسير بهذه البساطة التي يطرب لها أصدقاؤنا في وسائل الإعلام العربية؛ فالحديث عن موقف بريطاني أو أمريكي أو فرنسي مناوئ للكيان الصهيوني هو أقرب إلى المزحة منه إلى الحقيقة، كما أن الموقف العربي رهين الخارج لا المزاج الشعبي، وانحنائه أمام الغضب الشعبي ومنظمات وقوى الداخل العربي سواء البرلمانية أو غيرها، لاسيما مع وجود كم لا يستهان به ولا كيف كذلك، من النشطاء البارزين كانوا شهوداً على الجريمة الصهيونية لا يضمن استمراره بل لا يتوقع أن يظل كذلك. صحيح أننا سعيدين بالموقف العربي على خجله إلى ما دون سقف الأتراك العالي الذي حشر القادة العرب في زاوية مظلمة مريعة، وكشفهم بشكل لم يسبق له مثيل، نقول سعيدين مع ذلك برغم كونه منخفض كثيراً عما نتمناه وعما تملكه أو يظن أن تلك الدول تملكه من أوراق، لكن سعادتنا تلك لا نتوقع لها أن تستمر وإلا كنا سذجاً إلى درجة تجاوز حدود العقل وتدخل في دائرة الجنون؛ فالحاصل دوماً أن تلك المواقف سرعان ما يجري سحبها وتمويتها عند هدوء العاصفة، والشواهد أكثر مما يمكن أن تتضمنه تلك السطور. غير أننا من الممكن أن نعول على ما يلي: 1 ـ قوة الموقف التركي وفتحه لكوة يمكنها أن تمثل فجوة فراغية تستقطب المواقف العربية رغماً عنها إلى ما هو أبعد مما يطيقه المتخاذلون. 2 ـ غضب القاهرة من العبث الصهيوني في منابع النيل والتهديدات المتلاحقة لمصر بمصادرة جزء من حصتها المائية من شريان الحياة في مصر، وهو ما سينعكس طبيعياً ولو لم تحدث الجريمة على الموقف من الكيان الصهيوني وضرورة الضغط عليه بأي ورقة تملكها العاصمة المصرية. 3 ـ الموقف الذي وجد فيه النظام في رام الله نفسه محشوراً فيه، وإدراكه لهامش تحركه الضيق لأجل تقويض حكم حماس في غزة، وفهمه لصعوبة تعديل أرقام المعادلة الحالية في ظل انتفاش إقليمي لا يصب في مصلحة رام الله، لاسيما بعد أن أثبتت مواقف الحريري في لبنان أن الجولة لم تكن في صالح "المعتدلين" في المنطقة. 4 ـ الزخم الإعلامي الهائل لأسطول الحرية بما لم يمكن كتمه وإسكاته، وتضخم رجع صدى تصريحات وشهادات المخطوفين من السفن في كامل فضاء العالم الإعلامي بما لا يتوقع أن يقف عند حدود زمنية محدودة يمكن السيطرة عليها. وبالتالي، نحن لاشك أمام شكل جديد للمنطقة بعد الجريمة ستأخذها باتجاه آخر، لن نفرط في التفاؤل حياله، لكننا ندرك أن تغييراً قد طرأ بالفعل على الخارطة، والتغيير أتى هذه المرة من القادم التركي الواعد في المنطقة العربية و"المتوسطية" ـ إن جازت التسمية.. 20/6/1431 هـ