عنوان الفتوى : علاج الوساوس بالإعراض عنها
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم ـ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى: تحدثت بيني وبين نفسي، ولم أتكلم بصوت مسموع، ومن ثم رددت بصوت مسموع فقلت: عادي، فهل أحاسب على حديثي الذي بيني وبين نفسي، لأنني رددت على الحديث؟ سأحاسب على الكلمة التي قلتها بصوت مسموع، ولكن النية لها علاقة بالكلمة التي قلتها بصوت مسموع، فهل سيحاسبني الله على كلمة: عادي ـ مع أن نيتي كانت الرد على الحديث الذي في نفسي؟ أم ليست لها علاقة؟. وشكـرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أنك مصاب بالوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، ثم اعلم أن حديث النفس ما لم يطمئن به القلب وتركن إليه النفس، فليس العبد بمؤاخذ عليه، وكلمتك التي رددت بها على نفسك إن كنت مغلوبا عليها بحيث خرجت منك قهرا تحت تأثير الوسوسة، فإنك لا تؤاخذ بها كذلك، ولا تؤاخذ إلا بما ركنت إليه واطمأننت به من هذه الأفكار.
والله أعلم.