عنوان الفتوى : على المرأة إذا نفرت من زوجها أن تنظر للجوانب الطيبة فيه
أنا متزوجة منذ شهر، ومنذ يوم زواجي جاءتني نفرة وكره شديد لزوجي؛ لدرجة أنني لم أستطع الذهاب معه، وحاولت أن أذهب مرة، أو مرتين، أو ثلاث مرات، لكن لا جدوى، وحالتي تزداد سوءًا، وذهبت إلى بعض المشايخ، فقال لي أحدهم: فيك مس، وقال آخر: فيك عين وحسد، وقال آخر: إن ما بك سحر تفرقة، بناء على أحلامي التي تزداد يومًا بعد يوم، وهأنا أبحث عن العلاج، لكن بعيدًا عنه؛ لأن في قربه مرضًا لي. ذهبت معه مرة أخرى إلى منزله، وجلست يومًا واحدًا وكأنه 20 سنة، ورجعت لبيت أهلي، وغضب كثيرًا؛ لأني رفضت العودة معه، فقال: إما أن أعود، أو يطلقني، وأعيد له حقه من المهر، فكم من المفترض أن أعيد له، مع العلم أنه قد جامعني؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به ألا تستسلمي لهذا النفور، وأن تسعيني بالله، وتحافظي على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، وتتوكلي على الله، وتنظري إلى الجوانب الطيبة في أخلاق زوجك وصفاته، وترجعي إليه، وتعاشريه بالمعروف.
فإن لم تقدري على ذلك، وبقيت مبغضة له، لا تقدرين على القيام بحقّه، فلك أن تخالعيه، على أن تردي له المهر كله، أو أقل منه، أو أكثر حسب ما تتفقان عليه، لكن الأولى ألا يأخذ زيادة على المهر المسمى بينكما، قال ابن قدامة -رحمه الله-: فإذا ثبت هذا، فإنه لا يستحب له أن يأخذ أكثر مما أعطاها، وبذلك قال سعيد بن المسيب، والحسن، والشعبي، والحكم، وحماد، وإسحاق، وأبو عبيد، فإن فعل جاز مع الكراهية...
والله أعلم.