عنوان الفتوى : فضل المرأة التي تعين زوجها على دينه وآخرته
أعاني من زوجي كثيرا في كل الصلوات، فهو كسول جدا، وفي كل صلاة أذكره بها وأنه قد دخل وقتها، ولكن لا يجيب ولا يصليها إلا بعد خروج وقتها، أو إذا فرغ من شغله الذي يشتغل به، فأنا أوقظه لصلاة الفجر حتى يرد علي، ثم أتركه لأنني متأكدة من أنه لن يستيقظ، وأتركه، فهل علي شيء وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل المرأة التي تعين زوجها على دينه وآخرته. فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني وفي رواية: ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. كما دعا بالرحمة لمن تقوم تصلي من الليل وتوقظ زوجها حتى يصلي، فقال: رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء. رواه أحمد والنسائي وأبو داود والحاكم وصححه الألباني. ويضاف إلى هذا عموم ما ذكره القرآن من التأكيد على التواصي بالحق والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى. قال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[العصر:1 - 3]، وقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة:2]، وقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[التوبة:71]. وإن أهم ما ينبغي أن يتعاون عليه الصلاة، ففي الموطأ أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عماله: إن أهم أمركم عندي الصلاة! فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. فالصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد، فإن صحت صح ما سواها، وإن فسدت فكذلك، وبصلاحها يفلح، وبفسادها يخسر. ففي الحديث: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه . ويتعين على الرجال إقامتها في المسجد، لحديث الصحيحين: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم. وبناء على هذا.. فاحرصي على قيام زوجك بالصلاة في وقتها، وأكثري من الدعاء له، ووفري له أسباب الراحة حتى ينام القيلولة وينام مبكرًا فيسهل له الاستيقاظ للفجر. وتعاوني معه على مجلس علم في البيت تقرآان فيه من أحاديث الترغيب، وحاولي الحصول على بعض الأشرطة المهمة المرغبة في الصلاة في الجماعة وقيام الليل، وحضيه بحكمة وبرفق على سماعها في البيت وفي السيارة، واحرصي -ولو بالتعاون مع بعض صديقاتك من أهل الفضل- على أن يكون له رفقاء صالحون ينشطون للأعمال الصالحة، فالمرء على دين خليله؛ كما في حديث أحمد وأبي داود والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وابذلي ما تيسر لك من الوسائل في تحقيق إقامته للصلاة مع الحرص على الحكمة والرفق، فاستعملي الساعة المنبهة أو التليفون، أو افتحي شريطًا. واعلمي أن تنبيهك له وإيقاظه واجب عليك. قال صاحب نظم الكفاف: تنبيه غافل لما لو انتبه ===== لزمه من الأمور الواجبة وعليك أن تذكِّريه بأن المؤمن لا ينشغل بأي عمل دنيوي عن الصلاة؛ كما قال تعالى: رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ[النور:37]. وإذا بذلت كل الوسائل المتاحة فلا إثم عليك. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 4510، 10767، 4034، 5153. والله أعلم.