عنوان الفتوى : الوعد بالطلاق ليس بطلاق إجماعاً
أجيبونا رحمكم الله زوجي كنت أنا وهو نتكلم واشتد الحوار بيننا بسبب أني أريد إجباره على أن يعترف لي بشيء حدث في الماضي مثل هل نظرت إلى هذه السيدة وشيء من هذا القبيل فقلت له أنت الآن عند الناس معروف أنك تنظر للنساء وتكلم النساء، وأنا أعلم أنه مظلوم من هذه الافتراءات لكني أسأله هل نظر لهذه السيدة وأطال النظر لها وهي أيضا المهم هو تضايق لأنه يعلم أنه مظلوم رد علي وقال يا بنتي والله والله أنتِ بهذه الطرقة ستطلقين يقصد أني لو ظل تفكيري بهذه الطريقة أي كما يتكلم الناس بيتي وسأطلق فهل من شيء في هذه الجملة التي قالها، علما بأننا يُحب بعضنا بعضاً، وعندنا أولاد ونتقي الله ونتعاون على طاعة الله، وحدث طلاق مرتين من قبل، أفيدونا؟ رحمكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإما أن يكون زوجك قد علق الطلاق على استمرارك في التفكير بهذه الطريقة، فإذا لم تعدلي عن فكرك والحالة هذه وقع الطلاق عند جمهور العلماء لحدوث ما علق الطلاق عليه، ويرى بعض الفقهاء أنه إن كان لا يقصد إيقاع الطلاق وإنما يقصد اليمين أو التهديد فإنك لا تطلقين، وإنما عليه كفارة يمين فقط، وإما أن يكون زوجك إنما توعدك بوقوع الطلاق -وهو الذي يظهر لنا- وبالتالي فلا شيء عليكما وإن لم تعدلي من فكرك لأن الوعيد بالطلاق ليس بطلاق إجماعاً، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 2349، والفتوى رقم: 22499، ونصيحتنا لك أن تكفي عن مثل هذا الكلام لأسباب ثلاثة: الأول: لأنه يجب عليه أن يستتر ولا يفصح عن عيوبه، ولو كانت له أخطاء في الماضي، ويجب عليك أن تعينيه على ذلك لا أن تضطريه للحديث عن الماضي الذي ربما كان قد طوى صفحته، وراجعي الفتوى رقم: 1039، والفتوى رقم: 1863. الثاني: أن هذا الكلام فيه ما فيه من الغلو في الغيرة، والغيرة إذا خرجت عن حد الاعتدال لا تحمد بل تذم، وراجعي الفتوى رقم: 24118. الثالث: لما تضمنه الكلام من ظلم لزوجك حسب اعترافك، والظلم حرام كما لا يخفى. ونصيحتنا للزوج أن يتذكر دائماً أنه لم يبق له إلا طلقة واحدة، فلا تحم حول الحمى وتحلّ بالصبر والحلم، فإذا استغضبت فابتعد كل البعد عن كل ما من شأنه أن يهدم بيت الزوجية، لا سيما وأنكما متحابان ولديكما أولاد، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد. والله أعلم.