عنوان الفتوى : الغيرة على الزوج محمودة في حدودها الطبيعية
رجل متزوج من امرأة ويحسن معاملتها ولكنه لا يعرف ما تريد حيث أنه وكلما أراد الخروج أو أتاه أي اتصال اتهمته بأنه يخونها. ولا يمر يوم وإلا تريد الخروج فيه سواء بيت أهلها أو التسوق المهم هو الخروج خارج المنزل ::: وقد ضاقت الأمور بهذا الرجل لتصرفات زوجته وكم من مرة أراد أن يطلقها نظراً لهذا التصرف :: فما رأي الإسلام في ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من طبيعة المرأة التي جبلت عليها الغيرة على زوجها، وهذا شيء لم تسلم منه أي امرأة مهما بلغت من الدين والتقوى، ولو سلمت امرأة من هذا لكان أولى بذلك أمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات.
أخرج مسلم في صحيحه عن عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "ما لك ياعائشة أغرت؟ فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك... الحديث".
والحقيقة أنه ليس في الغيرة حرج ما دام ذلك في حدود المعقول.
أما إذا كانت المرأة تحاسب زوجها، وتغار عليه في كل صغيرة وكبيرة يعملها، فهذا غير مقبول لأنه يحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا سعادة فيها ولا هناء، فعلى المرأة المذكورة وغيرها أن يتقين الله في أزواجهن، وليتركن الأمور طبيعية هادئة، وإلا فليعلمن أن عقوبة الله تعالى لهن بالمرصاد لتسببهن في أذية أزواجهن بالغيرة عليهن من دون أسباب وجيهة.
وأما ما أشار إليه السائل من خروج تلك المرأة المتكرر من بيت زوجها، فلتعلم أنه لا يجوز لها ذلك إلا بإذن من زوجها، وإذا خرجت بإذن منه ينبغي أن يكون خروجها مضبوطاً بالضوابط الشرعية، فلا تخرج إلا إلى أهلها أو أقاربها، أو حاجاتها التي لا تجد وسيلة للحصول عليها إلا بالخروج، ولا تخرج إلا وهي ساترة جميع بدنها، وغير متطيبة.
والله أعلم.