عنوان الفتوى : حكم من وجد غمصا في عينيه بعد الغسل
عندما انتهيت من غسل الجنابة، وذهبت إلى الجامعة، وجدت في عيني أو حولها غمصا ـ وهو ما يوجد في العين بعد الاستيقاظ من النوم ـ فما حكم الغسل؟ وإذا وجدت شيئا في السروال وشككت هل هو مني أم غيره، فما حكمه؟.وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغمص الذي يوجد بالعين تتعين إزالته قبل الغسل, أو الوضوء, لكونه حائلا يمنع وصول الماء إلى البشرة, جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: قال الفقهاء: يغسل مع الوجه في الوضوء مآق العين ـ أي طرفها أو مؤخرها ـ فإن كان عليه ما يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب غسله كالرمص وجبت إزالته وغسل ما تحته. انتهى.
وقال الشيخ منصور سبط الطبلاوي في حاشيته على تحفة المحتاج: ويجب غسل موق العين قطعا، فإن كان عليه نحو رماص يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب وجب إزالته وغسل ما تحته. اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 163867.
غير أن الحدث يضاف إلى آخر أوقاته لا إلى ما قبل ذلك، ففي مواهب الجليل في الفقه المالكي:... بل كل حائل حكمه كذلك، وإذا وجد بعد الوضوء وأمكن أن يكون طرأ بعد الوضوء، فإنه يحمل على أنه طرأ بعد الوضوء. انتهى.
وقال النووي في المجموع:... ولأن الاصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. اهـ.
وعليه، فإذا كان من المحتمل أن يكون الغمص المذكور قد حصل بعد الغسل, فغسلك صحيح, ولا يلزمك شيء, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 125580.
كما أنه إذا كان مجرد وسوسة, فالغسل صحيح أيضا, وعليك أن تعرض عن الوساوس مستقبلا, فذلك علاج نافع لها وراجع الفتوى رقم: 3086.
وأما إن كنت متحققا أن الرمص المذكور كان موجودا قبل الغسل يقينا, فإن من أهل العلم من يرى أنه لابد من إعادة غسل ذلك الموضع مع إعادة الصلوات التي صليتها بهذا الغسل، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى العفو عن كل حائل يسير، كما في الفتوى رقم: 124350.
وعلى هذا القول لا يكون عليك شيء حتى لو تحققت من وجود الغمص قبل الغسل.
وبخصوص ما وجدته على ثيابك بعد الاستيقاظ, فإن شككت هل هو مني, أم مذي, أو ودي مثلا, فأنت بالخيار, فإن شئت جعلته منيا, فتغتسل من الجنابة، وإن شئت جعلته مذيا, أو وديا, فتغسل النجاسة من الثوب, والبدن, ثم تتوضأ, وتصلي ومذهب التخيير هنا هو مذهب الشافعية, وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم: 181641.
والله أعلم.