عنوان الفتوى : حكم لمس كلب الحراسة
لدى صديقي كلاب حراسة مدربة، وأثناء زيارتنا له سمحت لطفلي أن يرى الكلب، ويلعب معه، فهل هذا الأمر محظور ومحرم؟ علمًا أنها ليست في المنزل، وإنما كلاب حراسة في المزرعة، وسؤالي عن خروج الصغير إليه، ولمسه -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا نعلم أحدًا من أهل العلم أفتى بتحريم لمس الكلب، لا سيما المأذون باتخاذه، والأصل في ذلك الإباحة، وقد كانت الكلاب تقبل وتدبر في المدينة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد أنه صلى الله عليه وسلم منع الصغار، أو الكبار من لمسها، وإنما ورد الأمر بغسل ما ولغت فيه سبعًا، إحداهن بالتراب، وورد الخبر بأن الملائكة لا تصحب رفقة فيها كلب، كما في حديث: لَا تَصْحَبُ المَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ، وَلَا جَرَسٌ. رواه مسلم.
وقد قال الشراح هذا في الكلب غير المأذون فيه، وحملوا هذا على الكراهة، لا التحريم؛ قال النووي: فَفِيهِ كَرَاهَةُ اسْتِصْحَابِ الكلب.
وجاء المنع أيضًا من اتخاذها إلا لصيد، أو زرع، أو ماشية، ورجحنا سابقًا جواز اتخاذها للحراسة عند الحاجة إليها، وانظر الفتوى رقم: 199387.
واعلم أن القول المرجح عندنا أن شعر الكلب وجلده طاهر، كما في الفتوى رقم: 47336، والفتوى رقم: 35919، والفتوى رقم: 101112، فلا تتنجس اليد، ولا الثياب بمجرد ملامسته.
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 308206.
والله تعالى أعلم.